ظهرت وبالخط العريض على غلاف إحدى الصحف المحلية بأن الطالب اللبناني يحتل مركز الطش عالميا.
َكُتب ذلك العنوان دون الرجوع إلى أي مرجع اكاديمي في لبنان لتوضيح ما هو مركز الطش؟ وفي أي اختبار حصل لبنان على مركز الطش؟
لا يمكن لأحد أن ينكر بأن لبنان احتل المركز الأخير وقبل الاخير في اختبار (تيمز) الدولي في مادتي العلوم والرياضيات.
ذلك الكاتب ذبح طلاب لبنان دون الغوص في تفاصيل ما يسمى اختبارات التقويم وما شاكل.
العربي المستقل يوضّح بعض الأمور المتعلقة في هذا الموضوع.
أولا لا يمكن الحكم على طلابنا في برامج لم يدرسوها من قبل، ولا يعرفوا ما هي خباياها. تلك الأنواع من الاختبارات تعتمد على مهارات خاصة تُدرس في مناهج عالمية عبر برامج عالمية وغير متوفرة في لبنان. بغض النظر عن تلك المناهج، من أشرف على اختيار الطلاب؟ هل تم تزويد الطلاب بمواد كافية للتحضير؟ هل تم الإطلاع على فحوى البرامج التي سيمتحن فيها الطلاب؟ طبعا لا؛ لم يتم الاطلاع لا من قريب ولا من بعد، ولو تم الاطلاع لما شارك طلابنا، وإذا تم الاطلاع وتمت مشاركة الطلاب فهناك الكارثة الأكبر بزج طلابنا في دوامة لا رجاء منها.
أمّا في ما يتعلق بعنوان الطش، اسمح لي أن أقف بوجهك وقفة لا عودة عنها، ما كان للطالب اللبناني أن يتقهقر دراسيا في جميع جامعات العالم ولدينا ما يكفي من الادلة والبراهين على ثقتنا بطلابنا، بل أهم جامعات العالم تضع برنامج التعليم اللبناني على قمة الترتيب حيث يتم تعديل معدلات طلاب الجامعة اللبنانية بدرجة أعلى من التي حاز عليها الطالب؛ وخير دليل على ذلك جامعة هارفارد حيث عدلت مستوى الطالب ( محمد سليمان من ٥٦.٩ إلى معدل حوالي ٧٥). هذا مثال حي عن معادلة الدرجات وهناك آلاف الطلاب الذين تفوقوا وتفوقوا وهم من طلبة البرنامج اللبناني.
جل ما ذكر أعلاه لا يضع برنامج التربية والتعليم اللبناني في خانة القدسية، لكن لا يمكننا نسف برامجنا وتدمير طلابنا نتيجة اختبار بعيد كل البعد عن مهارات الطالب اللبناني.