الصّمتُ الصادقُ بوحُ بنادق./ نادين خزعل
الثالث من تشرين الثاني،الساعة الثالثة بتوقيت النصر، والأمين الذي ما بدّل تبديلا..
صمتك مرصّع بالوعدِ الصادقِ…
كلامك طلقة قابضة على زنادِ البنادقِ..
أب الشهيد أنت…
هاديكَ مسجّى بعد أن قاد الفيالق..
تنتظرك شتلات التبغ في الجنوب المروية بدماء الشهداء وهياكل بعلبك وبيروت التصدي وكل لبنان ومعه كل العالم…
أيا رجلًا مجبولًا بانتصارات تموز وأيّار..
بحقّ العماد والجهاد..
لأنتَ الحسينيُّ الزينبيُّ ولأنتَ القائدُ..
يا مَن حسُنَ فيك وطني يا سيّد حسن..
يا قبلةَ الشرفاءِ والأوفياءِ..
علمتنا لغة إنتصار لن تغيرها أبجدية هزيمة ولا موت…
لبيك…
على طريق القدس أسمينا شهداءنا..
حملنا نعوشهم على أكف وعدك
ومن العهود نسجنا أكفانهم البيضاء…
وأنتَ من أنتَ..
يشهد لك تاريخك..ويشهد عليك حاضرك أنّك حفيد رسول الله الذي أعاد للوطن ما ضاع في زمن الكل فيه باع…
ننتظرك غدًا لتروي لنا حكاية مقاومة ومقاومين جبابرة أشاوس..
ننتظرك لنقدم أعمارنا إلى اعراسِ الياسمين..إلى فلسطين…إلى غزة التي تكتب أشلاء أطفالها مجد الأمة..
ننتظرك غدًا حيّ على الصلاة والقبلة الأقصى…
ننتظرك لتكتب تاريخنا الكربلائي..
سنبحث بين ملامحك عن بكاءٍ دمعُه بسالة البطولة..
غدًا سترفع إصبعك بوجهِ الشمس..
إصبعك لا يحجب الحقيقة بل يصدرها للكون كلّه..
ستقول للغاصب لا…
ستقول للمعتدي لا..
ونحن سنصرخ: لبيك لبيك لبيك حتى انقطاع النفس حتى القدس..
ننتظر كلماتك العابرة لتعيد نسج أوصالنا الممزقة..
لتلمّ شتات الوطن المشتت..
لتجدد الحصار على زنادقة الدمار
لتعرّي كل الصامتين المتخاذلين الخائبين البائعين لتمزق أشرعتهم الخبيثة وتغرقهم في لجة الخذلان والغدر والخيانة…
غدًا…
سينبلج الفجر الساعة الثالثة بعد الظهر…الإسرائيلي المحتلّ ومعه قادة الكون سيتسمرون أمام الشاشة ليسمعوك هم مثلنا يصدقونك… هم يعرفون أنهم يكذبون وينافقون وأنك لا تقول إلا صدقًا…فزعُهم يخاف منك فأنت قائد من انحنت الارضُ تحتَ أقدامهم حتى غدتْ صيحاتهم أنامل تحمي وجه زينب..
غدًا سنبكي ثلاث مرات، دمعة على ثرى الحسين الشهيد، دمعة على شهداء غزة، ودمعة ستترقرق بين بوحك..
غدًا يا سيد حسن، لوٌح بكفك لنقرأ التاريخَ من جديد..
وليُكتبْ بأنك اللهم قد بلغت..
أرهم كيف تُقطع شرايين الذل والعار ..
وكيف تُصدر للعالم ثقافة الإنتصار..