أحْياءٌ عند ربِّهم يُرزَقون./ نادين خزعل.
إنطوى ليل السبت 21 تشرين الأول 2023 معمدًا بالدّماء ساميًا بالشهداء.
أولئك الرابضون على فوهة الأرض يحمون ويذودون…
لا يغمضون أعينهم إلا مرة واحدة لا تكون إلا الأخيرة..
يمتشقون الردى ليمنحوننا الحياة…
في منازلنا الدافئة، نحتسي قهوتنا،ندرّس أطفالنا، نستقبل ضيوفنا، نطهو طعامًا شهيًّا، نستحم بمياه ساخنة، نضجر ونضج ونغضب ونفرح ونحب….
تفاصيلنا هذه ما كان لنا أن نتابعها بسلام وهدوء لولا أقدام المجاهدين الذين افتدوا حياتهم ليحموا ليالينا ونهاراتنا…
وإلى الجنوب ترنو الأبصار…
ها هي الخيام تنادي شحور فيتردد الصدى في المجادل وتهب الصوانة وبريتال والبقاع….
تزهو الخيام،ترقص بفخر في العرس، فرجالها ما هابوا الله وما بدلوا تبديلا، تبغ الخيام لا يرويه دم شهيد واحد، الأرض هنا عطشى ولا تُستقى إلا بالكرامة، وها هي يوم أمس بعد الشهيد عصام العبد الله ترقي علي خريس ووسام حيدر..
أحياء عند ربهم يرزقون، الحاج بلال رميتي ابن المجادل والأرض هنا تزغرد إرادة وصمود وميثاق حياة: هنا الموت هو الحياة..
والصوانة؛ وشحور؛ وبريتال؛ والبقاع…نعوش محمد جعفر واسماعيل الزين وعباس شومان وابراهيم عطوي محمولة على أكف الإعتزاز والأمهات هنا لا تندبن: خذ يا رب حتى ترضى….
هي ثقافة الصمود والذود، حتى اللحظات الأخيرة، حتى المسافة الفاصلة بين الحياة وما بعدها،برزخ الاستشهاد وهنا الحقيقة المطلقة، هنا ينتهي الكلام، هم يرتقون أحياء عند ربهم يرزقون ونحن نطأطئ رؤوسنا بخجل وخفر، أمام عظيمهم ما أسخف رثاءاتنا ومقالاتنا وحتى دموعنا وكل تفاصيلنا….
وكيف نمضي في رحلة العودة إلى حياة أصبح فيها الشهداء مجرّد صور معلّقة على ذاكرة الوطن وعلى جدران التّاريخ؟
ثم نتذكر أنه تجب العودة فهم ما رحلوا إلا لنبقى….
سنلقن أبناءنا مسيرتهم وسنحفر قصصهم على صخر الوجدان ولن ننساهم….
إرتقى يوم أمس السبت ستة شهداء أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي في مواجهة العدو الإسرائيلي:
– بلال رميتي (المجادل)
– اسماعيل الزين (شحور)
– عباس شومان (البقاع)
– علي خريس ( الخيام)
-وسام حيدر ( الخيام)
– إبراهيم عطوي (الصوانة)