الشرق: الحرب القضائية – المالية تلامس الخطوط الحمر

كتبت صحيفة “الشرق” تقول: هو المسار الانهياري الذي خططت له المنظومة السياسية وتنفذه بحرفية، يتوالى فصولا. فبعدما دكت كل اسس الدولة ومؤسساتها الدستورية وفيما لم تفلح حتى الساعة في كسر المؤسستين المالية والعسكرية ، آخر دشم تحصين الدولة في وجه حرب الدويلة وحلفائها، انقضّت امس على القطاع المصرفي بعدما هشمته بصفقاتها وحملته اثمان ارتكاباتها وشوهت صورته امام اللبنانيين والعالم، فقررت بأدواتها المعهودة ، الحجز على فرنسبنك  بذريعة شكوى تقدم بها شخص حول استرجاع وديعة  اكد المصرف انه استرجعها كاملة، فأقفل كافة فروعه.

موظفو القطاع العام وغيرهم من المودعين سيدفعون مرة جديدة ثمن الصراع القضائي- المالي، فيحرمون من رواتبهم وهي اساسا لا تكفيهم بضعة ايام ، لكن الاخطر يتصل بما ستحمله الايام هذه من تطورات في ضوء الرد العملاني  القاسي المتوقع من جمعية المصارف التي دقت جرس الانذار امس ، فإن هي اعلنت الاضراب تضامنا ستتوقف التعاملات المصرفية كافة، وتصبح العملة مفقودة، ترتفع الاسعار تلقائيا في غياب ضخ الدولار ما يؤدي على الارجح الى فوضى اجتماعية قد تشكل بابا واسعا لتطيير الانتخابات…وعلى الارجح هذا المطلوب.

الانتخابات

في المقابل، بقي الاستحقاق الانتخابي الطاغي على الاهتمامات المحلية امس، غداة اقفال باب الترشيحات منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء. وفي وقت عممت الداخلية امس اللائحة النهائية باسماء المرشحين وقد بلغ عددهم 1043 مرشحًا من بينهم 155 مرشحة، انطلقت الماكينات الحزبية الى مرحلة رسم التحالفات وانهائها تمهيدا لاعداد اللوائح الانتخابية.

نصرالله والحلفاء

في هذا الاطار، برز تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن «معركتنا في الانتخابات المقبلة هي معركة حلفائنا… وسنعمل لمرشحي حلفائنا كما نعمل لمرشحينا» .ودعا نصرالله إلى ضرورة «العمل على رفع نسبة التصويت ولو اقتضى الأمر زيارة الناس في المنازل وعدم الاكتفاء باللقاءات العامة». وأضاف إن الهدف «ليس فوز مرشحي الحزب، بل بلوغ حواصل لتعزيز وضع حلفائنا في جبيل وكسروان والشوف وعاليه وفي كل الدوائر. نريد أن ينجح كل الحلفاء معنا لأن المعركة اليوم ليست ضد الحزب فقط، بل لأخذ حصص من الحلفاء، لذلك العمل يجب أن يكون للحلفاء كما نعمل لأنفسنا. علينا أن ننجح كل نوابنا وكل حلفائنا. وحتى لو كان هناك مرشح عليه نقاط هدفنا أن ننجحه».

القوات والهنشاك

في الغضون، أُعلن من معراب امس عن تحالف بين القوات اللبنانية وحزب الهنشاك في دائرة بيروت الاولى، وقد أكد مرشح «القوات» عن المقعد الأرثوذكسي في الدائرة نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني في المناسبة ان «وطننا وهويتنا في خطر، وان هدف «القوات» دائما السعي الى استعادة الدولة الشرعية من الممارسات اللاشرعية والفساد المستشري فيها».

الاشتراكي

الى ذلك، اعتبر أمين سر «اللقاء الديموقراطي» النائب هادي أبو الحسن أن «أهم ما في هذا الاستحقاق الانتخابي، هو ألا يستحوذ فريق الممانعة على أكثرية مجلس النواب، لتأمين تشكيل حكومة تعمل على خطة التعافي، وانتخاب رئيس للجمهورية يفهم طبيعة لبنان». ولفت، في حديث اذاعي، الى ان «الصورة الانتخابية وتحالفات التقدمي الاشتراكي اصبحت شبه مكتملة، وان القوى السيادية الاستقلالية ستتلاقى في هذه المحطة الانتخابية وتمضي قدماً في عملية الحفاظ على هوية لبنان وسيادته». وأكد «التواصل مع شخصيات سنية سيادية لاستكمال مسار سيادة لبنان”، وقال، “لم نكن نتمنى غياب مكون سيادي أساسي عن هذا الاستحقاق وهو تيار المستقبل».

حجز على فرنسبنك

على خط أخر، يتجه النزاع المالي- القضائي نحو فصل جديد خطير على ما يبدو. اذ انتقل مأمورا التنفيذ في دائرة تنفيذ بيروت إلى الفرع الرئيسي لفرنسبنك في الحمرا، وفرعه في بدارو وباشرا إجراءات التنفيذ الجبري وتحديداً الحجز على جميع موجودات فرعَي المصرف المذكور بما فيها الخزائن.وذلك تبعاً لقرار أصدرته رئيسة دائرة التنفيذ في بيروت القاضية مريانا عناني اول أمس قضى بـ«إنفاذ الحجز التنفيذي على جميع أسهم وعقارات وموجودات فرنسبنك وفروعه وشركاته في كل لبنان تمهيداً لطرحها في المزاد العلني في حال عدم رضوخ المصرف وتسديده لكامل مبلغ الوديعة وملحقاته فوراً».

خطة الكهرباء

وسط هذه الاجواء، وفي انتظار ما قد تحمله جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي بعد الظهر والتي ستناقش جدول اعمال عاديا من ضمنه خطة الكهرباء، اللبنانيون قابعون في العتمة والبرد وتكويهم اسعار المحروقات والسلع كافة.

عون والامم

ليس بعيدا، ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نائبة الامين العام للامم المتحدة امينة محمد خلال استقبالها، أن لبنان الذي عانى كثيراً من تداعيات نزوح السوريين الى اراضيه منذ العام 2011، . وشدد الرئيس عون على ان عدم تجاوب المجتمع الدولي مع مطلب لبنان باعادة النازحين، يثير الشكوك باستخدام ملف النازحين لأهداف سياسية لاسيما خلال البحث في الحل السياسي للوضع في سوريا.

كما زارت المسؤولة الدولية كلا من رئيسي المجلس والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي.

لن تقرّ!

في المقابل، عقدت جلسة لجنة المال برئاسة النائب ابراهيم كنعان لدرس واقرار موازنات وزارات الخارجية والمغتربين والصناعة والتربية والتنمية الادارية في حضور الوزراء المعنيين. وقد اقرت موازنات وزارتي الخارجية والمغتربين والتنمية الإدارية وأحالت عدداً من البنود والملاحظات على الجلسة المخصصة للبت النهائي الأسبوع المقبل وتناقش حالياً موازنتي الصناعة والتربية». وبعد الجلسة قال كنعان: اذا بقيت الموازنة كما هي بكل ثغراتها لن تقر لا قبل الانتخابات ولا بعدها.