الجمهورية: “الحكومة”: لودريان يصل الأسبوع المقبل.. وإسرائيل تُهدِّد «الحزب» ولبنان

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: أنظار العالم مركّزة على طبول الحرب التي تقرع بين روسيا وأوكرانيا. وأنظار المنطقة مركّزة على محادثات فيينا النووية التي اقتربت مبدئياً من لحظة الحسم. وأنظار اللبنانيين مركّزة على الدولار وأوضاعهم المعيشية والملاحقات القضائية والانتخابات النيابية والجلسة التشريعية التي ستخطف الأضواء اليوم وغداً. واستبعدت اوساط متابعة انحراف الجلسة التشريعية نحو سجالات سياسية على خلفية انتخابية، او السعي في محاولة أخيرة، إلى إدخال تعديلات على القانون في ربع الساعة الأخير، لأنّ أي محاولة من هذا النوع يعني تطييراً للاستحقاق الانتخابي. علماً انّ نجم الجلسة سيكون قانون المنافسة وقانون السلطة القضائية المستقلة.

على رغم انشغال العالم بالأزمة الروسية – الأوكرانية، حضر الملف اللبناني على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، في لقاء جمع وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان بوزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، الذي لفت الى «أنّهما ناقشا الجهود المشتركة لمعالجة الأزمة التي أحدثتها روسيا، كما ناقشا موضوع إيران ومنطقة الساحل ولبنان». كذلك عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً مع لودريان على هامش المؤتمر نفسه، وتمّ الاتفاق على استكمال البحث خلال زيارة يقوم بها الأخير الى لبنان قريباً جداً.

وفيما عاد ميقاتي من ميونيخ مساء امس، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ لودريان سيزور لبنان مطلع الاسبوع المقبل، في حال لم تتطور الأوضاع في اوكرانيا عسكرياً، وسط التكهنات بأنّ الإجتياح الروسي لها باتت على قاب قوسين او أدنى، في ضوء التوتر القائم في الإقليم المتمرّد على الدولة الذي تدعمه موسكو، نتيجة تحدّر قاطنيه من أصول روسية.

 

وكان لميقاتي ايضاً لقاء مع وفد من الكونغرس الأميركي المشارك في مؤتمر ميونيخ، ويضمّ السيناتور كريس مورفي والسيناتور السيدة جين شاهين والسيناتور كريس فان هولن. وكذلك التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، فوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي دعا جميع الدول الى «دعم استقرار لبنان وأمنه دون تدخّل أي دولة في سياساته الداخلية»، مشدّداً على أنّ القيادة الايرانية تؤكّد ضرورة تعزيز العلاقات بينها وبين لبنان وايران في المجالات السياسية والاقتصادية.

رشدي.. والحكومة
في سياق متصل، غرّدت المنسّقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسّقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي عبر «تويتر» كاتبة: «يتطلب تعافي لبنان مساراً تنموياً نشطاً يدعم قيم العدالة الاجتماعية والديموقراطية وكرامة الإنسان. في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، أدعو الحكومة إلى تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها، والكفيلة بصون مبادئ الإنصاف والحقوق والمشاركة والمساواة التي ترتكز عليها هذه العدالة».

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ كل هذه التحركات والمعطيات إن دلّت على شيء، فعلى انّ لبنان ما زال على أجندة الاهتمام الدولي، رغم الانشغال بالأزمات الأكثر سخونة، وهذا الاهتمام قد برز أيضاً من خلال التشديد المتواصل على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.

سخونة سياسية
وفي حين ما زالت الترشيحات النيابية والتحالفات خجولة نسبياً، وكأنّ لبنان لم يدخل بعد في مدار الانتخابات، استعاد المناخ السياسي سخونته رغم برودة الطقس، مع الإدّعاءات القضائية على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والتي تراجعت حدّتها في نهاية الأسبوع المنصرم، من دون ان يُعلم ما إذا كانت ستُستأنف هذا الأسبوع ام انّ هناك هدنة سياسية آنية وغير معلنة، خصوصاً انّ ادّعاء القاضية غادة عون على عثمان أشعل سجالاً واسعاً مع العهد.

وقد انسحبت السخونة القضائية – السياسية على الوضع الأمني الحدودي مع حرب المسيّرات بين «حزب الله» وإسرائيل، في ظلّ المخاوف من ان تشتعل الجبهة الجنوبية، بالتزامن مع محادثات ترسيم الحدود والاقتراحات التي نقلها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين إلى المسؤولين اللبنانيين، وقيل انّها إيجابية ويمكن البناء عليها، ولم يُعرف ما إذا كان التصعيد الحدودي يرتبط بهذه المحادثات أم بمفاوضات فيينا التي دخلت في فصلها الأخير.

وفي هذا الوقت، يتحضّر مجلس النواب لجلسة تشريعية اليوم وغداً، كما يتحضّر مجلس الوزراء لجلسة كهربائية الاربعاء في السرايا، تتناول خطة وزير الطاقة وليد فياض، ما يعني انّ هذا الأسبوع سيكون حافلاً نيابياً وحكومياً بدءاً من مشاريع القوانين الإصلاحية المطلوبة بشدة دولياً، وفي طليعتها المشروع المتعلق باستقلالية السلطة القضائية، وليس انتهاء بملف الكهرباء الذي يبدو انّ ميقاتي عازم على وضعه على السكة الصحيحة.

الجلسة التشريعية
الى ذلك، يستقطب قانونا المنافسة واستقلالية القضاء الإهتمام في الجلسة النيابية التي تُعقد اليوم وغداً، وسط ترقّب لمواقف الكتل منهما.

وقالت اوساط سياسية مواكِبة لجدول أعمال الجلسة لـ«الجمهورية»، انّ الكتل النيابية ستكون أمام اختبارٍ للنيات حيال هذين القانونين المفصليين، الذي ينهي أولهما الحماية للوكالات الحصرية، مع ما يعنيه ذلك من تهديد مصالح شركات كبرى تتمثل في المجلس عبر لوبي نيابي عابر للإصطفافات السياسية والطائفية. واشارت هذه الاوساط، إلى انّ المحك الآخر ينطوي على اختبار صدقية القوى السياسية في تحقيق استقلالية القضاء وتحريره من التدخّلات في شؤونه، متسائلة عمّا إذا كانت تلك القوى ستتنازل عن احد امتيازاتها وتمنح القضاء استقلالية حقيقية.

بري يستغرب
وعشية الجلسة النيابية، إستغرب رئيس مجلس النواب نبيه بري، العائد من المؤتمر البرلماني العربي في مصر، كيف انّ النسخة العربية من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «الاهرام» المصرية حُذفت منها إجابته عن سؤال حول انسحاب الرئيس سعد الحريري من الحياة السياسية، بينما بقيت إجابته في النسخة الانكليزية. وكان بري قد قال لهذه الصحيفة، إنّ الحريري «أُجِبر على الانسحاب من المعترك السياسي والانتخابات النيابية».

مواقف
إلى ذلك، شهدت عطلة نهاية الاسبوع مجموعة من المواقف المتنوعة والمتناقضة، عكست الإنقسام السياسي الذي تعيشه البلاد على وقع الانهيار الاقتصادي والنقدي والمالي والمعيشي الذي وصلت اليه.

وفي هذا الإطار، وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من روما نداء الى المسؤولين في لبنان قائلاً: «لا يمكننا ان نستمر في لبنان على النحو الذي نسير فيه. لا يمكنكم انتم المؤتمنون على مقدّرات البلاد، على المال العام، على المرافئ والمرافق، على العلاقات مع الدول، على القيمة الوطنية الموجودة من أجل خدمة شعبنا، ان تستمروا بتبديدها وتعطيلها وبانهيار البلاد وتهجير الشعب اللبناني من أرضه. لا يمكنكم الاستمرار بامتهان هدم البلاد وإفقار الشعب، بالرغم من كل النداءات من العالم كله، وكأنّه يبقى ان يقبّلوا أياديهم للقيام بواجبهم، وعلى رأسهم قداسة البابا فرنسيس الذي لا يترك مناسبة إلّا ويوجّه نداء لهم». واضاف: «من روما أجدّد النداء لهم والصلاة من اجلهم، وبخاصة من أجل المسؤولين الذين يخافون الله، أصحاب النوايا الصالحة، كي يلهمهم الله الى السبل الفضلى للنهوض بالبلاد من انهيارها السياسي والاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي. ونصلي على نية المسؤولين الذين ما زالوا يتحجّرون بمواقفهم وهم يهدمون البلاد عن قصد او عن غير قصد، ويعطّلون مسيرة الدولة ومؤسساتها كي يمسّ الله ضمائرهم وهو وحده قادر على ذلك، لأنّ الضمير هو صوت الله في اعماق الإنسان، وليدركوا حجم المسؤولية التي هي بين اياديهم». واعتبر «انّ الايام الماضية قد ولّت، أيام الحقد والبغض والانقسامات، ايام الميليشيات التي تسعى الى العودة بنا الى الوراء الى صفحة طويناها، الى اربعين سنة مضت. كفى نكأ للجروح وكأننا اعداء لبعضنا البعض، فيما نحن عائلة لبنانية واحدة لها دور ورسالة في هذا الشرق، عليها ان تعرف كيف تؤدي مجدداً هذا الدور، في دولة الانفتاح على الجميع واللقاء والحوار وجمال العيش معاً».

«حزب الله»
وقال رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» السيد هاشم صفي الدين خلال لقاء حزبي في الجنوب: «يجب أن يعرف جميع اللبنانيين، والأميركيون سيعرفون عاجلاً أو آجلاً، أنّه إذا استمرت هذه الضغوط وهذا اللؤم والحقد على اللبنانيين في معيشتهم ومالهم، لن يكون أمامنا خيار إلّا أن نعتمد على أنفسنا ونبني بلدنا كما يجب أن تُبنى الأوطان والبلدان، ونمتلك من العقول والإمكانات والقدرات التي تؤهّلنا إن شاء الله مع كل المخلصين والشرفاء، لإعادة بناء لبنان الجديد القوي المنيع المقاوم المحصّن المستقل، الذي يحفظ سيادته البحرية والبرية ونفطه وثرواته المائية، ويحفظ حاضرة هذا البلد ومستقبله للأجيال الآتية». وأضاف: «إذا كان الأميركي يريد أن يأخذنا الى الضغط الأقصى، أعتقد انّه يجب علينا أن نذهب إلى الخيار الأقصى في الاعتماد على أنفسنا لبناء وطننا عندها، منكنس الأميركي وأزلامه في لبنان». واكّد انّ «من هذه الضغوط سنجترح معجزة بناء لبنان الجديد على أولويات جديدة وثقافة جامعة حقيقية لكل الطوائف والمذاهب والمناطق، بعيداً من الزعماء والمتسلّطين والإقطاعيين الذين تحكّموا بالبلد على مدى أكثر من سبعين، ثمانين عاماً إلى يومنا هذا».

عوده
وقال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، في قداس الاحد، انّ «لبنان لا يقوم إلاّ بأبنائه، بإيمانهم به ووفائهم له، بثمرة أتعابهم، وبصوتهم المدوّي وقرارهم الحرّ. هذا الصوت يجب أن يصدح عبر صناديق الاقتراع، في الإنتخابات المقبلة التي من الضروري أن تحصل في وقتها المحدّد، من دون تأجيل أو تمديد أو تهديد».

واضاف: «بلدنا مهد للحرية والحضارة والديموقراطية، فلا تسمحوا بأن يحوله البعض ساحة للفوضى أو التعصّب أو الديكتاتورية المقنّعة، تحت راية عشق الزعيم والحزب والطائفة. حكّموا ضمائركم، ولا تتخلّوا عن بلدكم، فلا ذنب له بخطيئة زعمائه الذين تخلّوا عنكم وتسببوا بانهيار بلدكم، وفجّروا عاصمتكم، وهجّروكم وجوعوكم، وأخفوا الدواء عن مرضاكم، وتاجروا بالمحروقات على حساب مدخّراتكم، وحوّلوا حياتكم إلى جحيم مظلم. هؤلاء يتعاملون بخفة لا مثيل لها مع هموم الشعب ومصيره، ومع كرامة البلد وسيادته، ويجرّون الشعب إلى التخلّي عن فكرة الدولة واستبدالها بالجماعة. لا يلتفتون إلى القلوب المحروقة والبيوت المهدّمة والنفوس المكسورة والنعوش التي أُغلقت على حشا القلب. لذا من واجب المواطن ألّا يصفّق للزعيم ويهتف باسمه عوض الهتاف باسم الوطن، والإنشغال ببناء الدولة واستعادة سيادتها وقرارها الحر، والإقتراع لمن هم قادرون على ذلك».

«الكتائب»
واكّد رئيس «حزب الكتائب» سامي الجميل في اللقاء العام للماكينة الانتخابية الكتائبية، انّ «الطابة بملعب الناس، ولننقل لبنان الى الأمام لا بدّ من المحاسبة واختيار البديل الصح». واضاف: «نحن قادرون على التغيير، لبنان بلدنا وقادرون على إنقاذه وإنقاذ اقتصاده، لأنّه وطن صغير بمساحته»، مشيراً الى انّ «الحلول موجودة ومشروعنا كامل وجاهز للتطبيق، إنما لا بدّ من أن نستمدّ القوة لأخذ لبنان الى الأمام».

غانتس يهدّد
من جهة ثانية، ظل التوتر يسود على حدود لبنان الجنوبية غداة عملية الطائرة المسيّرة «حسان» التي سيّرها «حزب الله» الجمعة الماضي لأربعين دقيقة فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة، قبل ان تعود الى القاعدة التي انطلقت منها، ولم تتمكن اسرائيل من إسقاطها او اكتشافها. وقد سمع الجنوبيون دوي انفجارات متتالية تردّد صداها تحديداً في منطقتي حاصبيا ومرجعيون، وتبين أنّها ناجمة عن تدريبات للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا ومرتفعات الجولان.

وفي غضون ذلك، حمّل وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس، أمس، في بداية جلسة تناولت «اتفاقيات ابراهيم» مع ممثلين عن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، أُقيمت خلال مؤتمر ميونيخ للامن، إيران «المسؤولية عن تسليح وكلائها في لبنان، وتقويض سيادة وحكم البلاد»، وقال: «رأينا هذا الأسبوع محاولات عدة لـ«حزب الله» لانتهاك سيادة إسرائيل. وفي هذا السياق أقول وبوضوح، إنّ المسؤولين الكبار في «حزب الله» يعلمون جيدًا وعن قرب أزيز محرّكات طائراتنا وقدراتها. إذا استلزم الأمر الهجوم بقوة فسنفعل ذلك ونلحق ضررًا كبيرًا بالتنظيم، وستتحمّل الدولة اللبنانية المسؤولية. سننفّذ عملياتنا في كل مكان يستدعي تدخّلنا وفي كل وقت».

وأضاف: «تستغل إيران الرحلات الجوية المدنية من طهران إلى مطار دمشق الدولي لنقل أسلحة مقنّعة بعتاد مدني، مما يعرّض المدنيين للخطر بنقل أسلحة في حاويات تصل إلى ميناء اللاذقية».

وأعرب غانتس عن قلق اسرائيل من تطور الطائرات المسيّرة والطائرات دون طيار، ولا سيما منها الايرانية، موضحًا أنّها «تمثل خطرًا على المنطقة بأسرها»، بدعوى أنّ «إيران مسؤولة عن تسليح مبعوثيها في لبنان والمنطقة، وهي بذلك تقوِّض أركان المنطقة، وتهدّد استقرارها»، مطالبًا بضرورة مراقبة المنشآت النووية الإيرانية.

كورونا
صحياً، سجّل العدّاد اليومي لوزارة الصحة العامّة حول مستجدات فيروس كورونا أمس 3145 إصابة جديدة (3003 محلية و142 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ شباط 2020 الى 1046173. كذلك سُجّلت 20 حالة وفاة جديدة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 9970 حالة