كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : البلاد والعباد، لا الحكومة فحسب، تحت رحمة حزب الله. فالازمات على الصعد كافة، ديبلوماسيا وقضائيا ومعيشيا وسياسيا، تتفاقم بينما المعالجات متوقّفة بفعل فيتو قوي يرفعه الحزب، في وجه اي حل او مخرج او تسوية، لا تؤمّن له شروطه ومطالبه. وفي خطوة تصعيدية جديدة، غادرت طواقم ديبلوماسية وإدارية السفارة السعودية اول امس عبر مطار رفيق الحريري، بينما هو يمنع استقالة وزير الاعلام جورج قرداحي وقد استنكر تكتل بعلبك – الهرمل “الحملة الظالمة عليه من قبل حكومة آل سعود وأدواتها في لبنان والمنطقة”، مؤكدا “وقوفه وتضامنه معه ومع كل موقف شجاع يدافع عن المظلومين”. تحقيقات المرفأ بدورها، مشلولة الى حين تبيان مصير قرار القاضي حبيب مزهر، المحسوب على الثنائي، كفّ يد المحقق العدلي طارق البيطار، الذي إن لم يتمّ “قبعه”، لا جلسات لمجلس الوزراء، ولو انقطع الطحين والخبز والانترنت وحلّق الدولار. هذه “الفوقية” دفعت بأكثر من فريق كان حتى الامس القريب يهادن الحزب، الى رفع الصوت اليوم، منهم المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى، والحزب الاشتراكي، اللذان انتقدا الاستنسابية في معالجة حوادث خلدة، وسياسة الصيف والشتاء تحت سقف واحد، كما رفضا منطق تعطيل المؤسسات الدستورية.
”الجامعة” تتحرك
وسط هذا الانسداد التام، وفي وقت لا تزال الوساطات التي تحرّكت لرأب الصدع اللبناني – الخليجي، ومنها فرنسي واميركي، عاجزة عن تحقيق اي خرق في جدار التصلب السعودي، يصل حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الى بيروت الاثنين، في ما يبدو انها زيارة استطلاعية للبحث في ما يمكن فعله لتهدئة التصعيد الخليجي.
سلّة بري
واذ بات واضحا ان اي حل يبدأ باستقالة او اقالة وزير الاعلام، الامر الذي يرفضه الحزب حتى الساعة، تعوّل مصادر سياسية عليمة على حلّ متكامل يعمل رئيس المجلس نبيه بري على انضاجه بعيدا من الاضواء، يشمل ازاحة البيطار، فعقد جلسة لمجلس الوزراء، فإزاحة قرداحي، غير ان حتى اللحظة، هذه “المبادرة” غير مضمونة النتائج ويبدو انها لا تُرضي حزب الله المتمسك بوزير الاعلام.
دعم وتحذير
في المقابل، وبينما يحكى عن تخلّ سنيّ محتمل عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حال لم يستقل واستمرت الازمة مع الدول الخليجية، برز تمسّك المجلس الشرعي الاسلامي برئيس الحكومة ودعمه له داعيا الى التعاون معه لاحتواء تداعيات هذه العاصفة للخروج من الأزمة التي ينبغي ان تحل لبنانيا “أولا بعدم اطلاق المواقف غير المسؤولة تجاه السعودية وسائر دول الخليج العربي والتي لا تشبه اللبنانيين الحرصاء على أصالتهم العربية وعلاقاتهم مع أشقائهم العرب، مؤكدا ان التعنت والاستمرار بالمكابرة والتشبث باي موقع وزاري لأسباب سياسية وكيدية يتناقض مع المصلحة اللبنانية ومؤذ للبنانيين داخليا وخارجيا.
كف اليد
قضائيا من المتوقع ان يشهد الاسبوع الطالع تطورات على خط كف يد البيطار لمعرفة ما اذا كان سيستأنف عمله ام لا، وذلك في ضوء تحديد الموقف القضائي السليم والنهائي من قرار القاضي حبيب مزهر الذي كفّ يد المحقق العدلي، علما ان الثلاثاء موعد جلسة استجواب الاخير للنائب غازي زعيتر.
البطريرك الراعي
وفي السياق قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “مع تعطيل الحكومة يتعطل عمل القضاء وبعض القضاة يعززون الشك بالقضاء من خلال مشاركتهم في تعطيل التحقيق في تفجير المرفأ او تعليقه او زرع الشك في عمل المحقق العدلي”.
وأضاف متسائلاً، “امام ما نرى من تجاوزات قانونية، نتساءل هل اصبح بعض القضاة عندنا غب الطلب لدى بعض المسؤولين والاحزاب؟”
لا للعين الواحدة
التحقيقات في حوادث خلدة تبدو بدورها “استنسابية” وتذهب لصالح فريق على حساب آخر. وللغاية، غرد رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عبر تويتر كاتبا: بعيدا عن التدخل في القضاء ومن باب المساعدة للوصول الى حل عشائري وانهاء التوتر والتشنج يجب في حادثة خلدة النظر والعمل بشكل متوازن وليس بعين واحدة بعيدا عن اي تحريض او تدخل من اي جهة.
مأسسة العلاقة
الى ذلك، طالب التيّار بـ”عودة العمل الحكومي بلا شروط وبمعزل عن أي أمر آخر، وعدم تحميل الحكومة ما هو خارج عن إختصاصها. ويرى أن الإستحقاقات الداهمة لا سيما منها الأزمة الإجتماعية، تتطلب إستنفاراً حكومياً وبرلمانياً من أجل إقرار خطة التعافي المالي، توازياً مع الإصلاحات والإجراءات التي تحدّ من معاناة اللبنانيين. كما دعا “الى جعل الأزمة الحاصلة مع المملكة العربية السعودية فرصة لمأسسة العلاقة معها والتي نريدها مميزة، قائمة بين الدولتين على الندية والإحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فلا تؤثر فيها المواقف الفردية”.
تيمور جنبلاط
من جانبه، دعا رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط الى “الابتعاد عن التعطيل ومعالجة الأزمة مع الخليج”.