سليم النمل -العربي المستقل
تعدد الموت في لبنان والأسباب لا تحصى.
نجح الفاسدون، في إجتراح مختلف أساليب القتل الناعم، إختبر اللبنانيون القتل بالحريق، والغريق، والتفجيرات، وحوادث السير مرة في حفرة لم تردم، ومرة على أوتوستراد غير مضاء. ولأن الإبداع في التعذيب، مهنة باتت تجيدها شريحة متعطشة، كان التفنن في الموت البطيء، كأن يموت مريض بلا دواء، أو أن يحاول التقاط أنفاسه، فتبخل عليه الكهرباء بالقليل من الأوكسيجين.
موت آخر، يختبره اللبنانيون، هو موت الروح، موت الأحلام ببطء.
ليضاف الى أسباب الموت نوع جديد من الموت المجاني، الذي بتنا نسمع عنه مجددا في السوق اللبنانية، بعد أن أمعن المحتكرون في احتكارهم، وصادروا كل مقومات الحياة.
محمد يوسف، اسم لمع في تجارة السيارات إنضم الى لائحة منتظري الأجل في طوابير تعبئة البنزين، فبعد أن أمضى ساعات من الإنتظار في القلمون، ركن سيارته للمرة الأخيرة في دوار السلام، لكنه لم يغادرها، بعد أن توقف قلبه، ليفارق الحياة، جراء أزمة قلبية.
وحدهم من تكبدوا الإنتظار على الطوابير، يمكن أن يفهموا كيف يصبح الإنتظار قاتلا متوحشا، والخوف كل الخوف، أن نموت جميعا، في طوابير متنوعة من الإنتظار.