يوم موتنا

*ميسم بوتاري_ العربي المستقل*

الرابع من أب.. عام مر على ذاك اليوم المشؤوم وما زالت الجراح لم تلتئم وما زال الوجع يتجدد يوميا.. خصوصا وأن التحقيقات لم تتوصل إلى أي نتيجة وما زال المجرم حرا طليقا يكمل حياته وكأن شيئا لم يكن، متناسيا أن في رقبته دماء شهداء وجرحى سقطوا بسبب اجرامه..

عام مر على الجريمة المكتملة الأركان.. والدولة متواطئة متقاعسة عن القيام بدورها.. فلا رفع للحصانات عن نواب مطلوبين للتحقيق في القضية.. وأكثر من ذلك.. لم تكتف الدولة بعدم القيام بدورها انما سمحت بالاعتداء على أهالي ضحايا الجريمة.. متخذة موقف المتفرج مما يتعرضون له.. متناسية حرقة قلوبهم على اقربائهم..

وليس بعيدا من ذلك.. بعض جرحى التفجير لا زالوا يقبعون على أسرتهم في مستشفيات العاصمة.. كما هو وضع ليليان شعيتو تلك الشابة التي انقلبت حياتها رأسا على عقب.. وهي الأم المحرومة هي وعائلتها من رؤية طفلها منذ تفجير المرفأ.. وعلى الرغم من أن اهل زوج ليليان أكدوا ل “العربي المستقل” ان أبوابهم مفتوحة لعائلة ليليان لرؤية الطفل، تؤكد لنا شقيقة ليليان نوال.. أن الزوج أرسل لهم برسائل تهديد مانعا اياهم من التوجه لرؤية الطفل.
هي واحدة من قصص كثيرة.. وعائلة من عائلات كثيرة.. نالها من الوجع ما نال كل لبناني وأكثر.. هو وجع مستمر منذ عام.. وجع على الإنسان والوطن والمستقبل والأمل..

الرابع من آب.. تاريخ خلد بذاكرة اللبنانيين.. ليضيف إلى ذكرياتهم الحزينة.. ذكرى جديدة لن يكون الزمن كفيلا بنسيانها.. ذكرى حفرت بالقلب قبل العقل.. ستبقى لعنتها ترافق كل من تسبب بكل هذا الاجرام.. كل من أهمل وتواطأ وشارك وساهم بهذه الجريمة.. وكل من أخفى حقيقة ما حصل..

لشهداء الرابع من آب ألف تحية لأرواحكم وألف سلام.. لجرحى الرابع من آب ألف قبلة على رؤوسكم وألف انحناءة إجلال واحترام.. لأهالي ضحايا الرابع من آب.. جرحكم جرح كل لبناني.. وجعكم وجعنا وقضيتكم قضيتنا.. لأبناء ضحايا الرابع من آب.. لعيونكم وقلوبكم وعد.. بأن لا نسكت ولا نستكين حتى محاسبة من هز لبنان وزلزل أعماقنا، حتى تحقيق العدالة مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.