*ميسم بوتاري- العربي المستقل*
يحل العيد ال76 للجيش اللبناني.. والوطن يئن تحت وطاة أزمات متتالية متلاحقة لم يشهد لها مثيل منذ ايام الحرب الاهلية.. يوم كان الجيش هو الضمانة الوحيدة للوطن وشعبه.. يأتي العيد هذا العام، والجيش اللبناني مهدد بأحد أسوأ الانهيارات المالية، التي شهدها العالم خلال المائة والخمسين عاما الماضية، حسبما يقول البنك الدولي، وذلك جراء الانهيار الاقتصادي الحاصل في البلد والذي سينعكس على القدرات العملياتية للجيش ومعنويات جنوده.
الجيش الذي شارك في حرب فلسطين 1948 عندما قامت الحكومة اللبنانية بإرسال مجموعة من العتاد والإسلحة وبعض فرق وضباط الجيش لمساندة فلسطين في الحرب ضد الإحتلال الإسرائيلي، هو اليوم يصارع من أجل البقاء، في الوقت الذي يتهدد لبنان الخطر من كل حدب وصوب.
وعن المعاني الانسانية والمكانة الوجدانية التي يحتلها في قلب كل لبناني، يبقى الجيش ورغم كل الظروف هو الأمن والأمان، ابناؤه ورغم ما يمرون به ما زالوا يمشون في عين الخوف، لرد الأذى عن الوطن فكلنا يقف للعلم احترامًا وسموًا، ولكن الجيش وحده من يبذل الدم والروح في سبيله، بدون قيد ولا شرط، ليحمي بلده وأبناء هذا البلد.
وفي هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.. لا بد من التذكير بأن الجيش القوي هو الإستقلال، وهو الذي جمع الأشلاء ورمم الكسور وبنى الجسور وأعاد اللحمة إلى وطن طمع كل واحد بقطعة من جسده وتناهشوه وحاولوا تقسيمه كل على قياسه، فكان الجيش الضمانة والضمان، وكان اليد الواحدة والقلب الواحد، وكان الوحدة بزمن الإنقسام..
وفي الختام لا بد من التأكيد أن الجيش للوطن كي يبقى الوطن، ونبقى كلنا للوطن، ما يضعنا أمام مسؤولية كبيرة ويحتّم علينا أن نقف صفاً واحداً الى جانبه، وقلبا واحدا معه في السراء والضراء، لنرتقي بوطننا الى بر الأمان الذي لا يؤمنه سوى ابناء هذه المؤسسة.
وتبقى دائما ودوما التحية من القلب لكل فرد من أفراد المؤسسة العسكرية التي تربينا على حبها منذ الصغر.. والتي لن نسمح بتدميرها مهما حصل