ورد اتصالٌ من رقمٍ هاتف أجنبي قبل أسابيع. عرّف المتّصل عن اسمه وصفته بأنّه طبيبٌ يُشرف على علاج رجلٍ مخطوف يطلب المساعدة. ادّعى أنّه لا يعرف اسم المعتقل، إنما يعرف اسم زوجته المدعوّة دعد الغُصيني. بحثٌ سريع على الإنترنت كفيلٌ بكشف هويّة زوجها. هو «الشاهد الملك» في جريمة اغتيال رفيق الحريري زهير محمد سعيد الصدّيق. طلبتُ إثباتاً، فأخبرني أنّ زوجته ستُعاود الاتصال بي. أخبرته بأنّ ذلك لا يكفي، بل أُريد دليلاً حسيّاً بشأن ما يقول. طلبت فيديو مسجلاً من الصدّيق نفسه، فأجاب بأن ذلك غير ممكن لكونه موجوداً في إقامة جبرية تحت حراسة أمنية حيث يُمنع إدخال الهواتف. لم أُكمل التواصل معه. غاب لأسبوعين قبل أن تصلني رسالة عبر أحد التطبيقات من شخص يقول إنه زهير محمد الصدّيق ويُريد محادثتي. طلبت إجراء المحادثة بالصوت والصورة لأتأكد من هوية الشخص الذي أُكلّمه.