وصف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الحفل التأبيني الذي أقامه “تجمع العلماء المسلمين” بعد ظهر اليوم، للشيخ القاضي أحمد الزين، الراحل ب”النموذج الرفيع والراقي والمتميز بالصدق والعلم والإخلاص والنقاء”، لافتا إلى “حضوره في كل الساحات والميادين، فكان المقاوم الثائر والواضح في الرؤية والشجاعة في التعبير عن الموقف”.
وقال: “الشيخ الزين كان ثابتا في مواقفه وراسخا في إيمانه بالوحدة، وفي مواجهة الاستحقاقات الكبيرة، فلا يضعف ولا يتذبذب ولا يتردد، إذ أن التذبذب واحد من بلاءاتنا في الوطن العربي”.
وأشار إلى أن “الثبات عند الراحل انطلق من قواعد وأصول ومبادئ فقهية وشرعية”، وقال: “الكلام عنه ليس للتمجيد بل للاقتداء به، ومن الثابت التزامه بقضية فلسطين في مواجهة المشروع الصهيوني والهيمنة الأميركية على المنطقة، فهذه القضية لا التباس ولا شبهة حولها”.
أضاف: “الشيخ الزين مع كل من يقف مع فلسطين، لذلك وقف الى جوار الإمام السيد موسى الصدر يوم أسس جبهة نصرة المقاومة الفلسطينية، ثم مع المقاومة الإسلامية، ومع الثورة الإسلامية في ايران التي أسقطت الشاه الذي كان شيعيا حسب الانتماء المذهبي لكنه كان عميل اميركا وأداتها والذي كان الحليف الاستراتيجي لإسرائيل وعدوا للشعب الفلسطيني”.
وتابع: “الثورة الإسلامية في ايران يوم انتصرت اسقطت علم إسرائيل ورفعت علم فلسطين في طهران، فكان الشيخ الزين من الرعيل الأول الذي ذهب وأيد الامام الخميني إلى حد مبايعته”.
وانتقد نصر الله “السيل الهائل من التوتير المذهبي ضد الثورة الإسلامية في ايران منذ انتصارها”، لافتا الى “الاساءات التي تعرض لها الشيخ الزين وكل علماء السنة بسبب موقفهم من أحداث سوريا”.
وأكد نصر الله ان “المقاومة هي الأمل الوحيد لتحرير فلسطين”، مشيدا بدور “الحركات الإسلامية والشخصيات السنية والعروبية وتجمع العلماء المسلمين في رفضهم لتصنيف الحرب على اليمن بأنها بين السنة والشيعة”، وقال: “المرحلة الأصعب على إخواننا من أهل السنة كانت في السنوات العشر الماضية، فمواقفهم كانت الأكثر جرأة، لا سيما أنهم كانوا قلة”.
واستذكر “تفاعل الشعوب العربية والإسلامية مع انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين، وكيف أن أعداء المقاومة حاولوا تضليل الصورة”، وقال: “ما يجري في تونس وليبيا ومصر من صراعات لا تمت الى السنة والشيعة، ولكن عندما وصلت المسألة إلى سوريا حاول الأعداء منحها صفة صراع مذهبي لكن مواقف الشيخ الزين وأمثاله كسرت هذه الصورة”.
وخاطب الحضور من “تجمع العلماء المسلمين” قائلا: “الأذى لحق بكم بسبب مواقفكم هذه، ولكن هذا الخط وهذا الطريق هو أمانة في أيديكم”.