يوم ترجّل جوزيف دعبول عن جواد حروفه بصمت

زينب الزين- العربي المستقل

يوم الإثنين في ٢٢/٣/٢٠٢١ خسرت اللغة العربية واحدًا من محبيها وروادها، خسرت الصحافة اللبنانية واحدًا من قادة الرأي فيها. هو الشاعر والزميل في عالم الصحافة جوزيف دعبول… الذي شكل رحيله المفاجئ خسارة كبيرة لكل محبيه وأصدقائه وزملائه.

ولد جوزيف في عكار عام ١٩٥٩، وعاش في أسرة مكونة من ٤ إخوة كان هو خامسهم. تربي على حبّه للأدب واللغة العربية بشكل خاص فكل من عاشره يعرف عشقه للقراءة والمفردات، وحبّه الكبير للعلم والمعرفة. ولهذا قرر خوض غمار اللغة من أوسع أبوابها فحصل على إجازة في الأدب العربي من الجامعة اللبنانية عام ١٩٨٧ ليبدأ مسيرته المهنية كمعلّم لهذه اللغة التي لطالما أحبّ الغوص في غمارها.
هو القارئ النهم، المثقّف، كريم النّفس، المعلّم المحتضن لكل زميل جديد يصادفه في مكان عمله والتلميذ المحبّ لطلب العلم أكثر فأكثر. فلم يكن يكتفي أبدًا بمعلوماته بل يعتبر نفسه تلميذًا على درب العلم والمعرفة.

من يعرف الزميل دعبول يعلم كم هو دقيق في عمله، فقد بدأ عمله في عالم الصحافة كمدققٍ لغوي في مجلة “المسيرة” لينتقل بعدها إلى جريدة الديار ثمّ إلى جريدة الحياة، لينتقا بعدها الى العمل في موقع “إندبندنت عربية”.

جوزيف المساعد للغير صديق الكل، كان كريم النفس، مساعدٌ معطاء فلم يتوانى أبدًا عن مساعدة كلّ من طرق بابه. يتعامل مع مشاكل الغير على أنها مشاكله الخاصة ولم ينأى بنفسه يوما بعيدا عن أي عقبة تصادف أي من زملائه ليترك بذلك بصمة في قلب كلّ من عرفه وغصة حزنٍ وألم كبيرة في نفوس الجميع.

جوزيف دعبول كان يكتب ليحيا…فقد كانت الكتابة وخصوصا الشعر ديدن حياته.
الناس تأكل وتنام ولكن جوزيف كان يكتب ويأكل ويضحك وينام، له من الشعر ثلاثة دواوين “الأخبل”، “البحر وردة الرؤيا” و”ألهو بوريقاتي”، ومن زوجته ثلاثة أطفال “إدي”، “كيفن” و”مانويل” . وكأنه مع كلّ طفل تنجبه زوجته يخلق من رحم قلمه ديوانًا يدلل كلّ قصيدة فيه كدلاله لطفله المولود.

رحل جوزيف دعبول عن عالمنا عن عمرٍ يناهز ال ٦٢ سنة بسبب ذبحة قلبية بعد مدة من انتصاره على فيروس كورونا، تاركًا إرثًا لغويًا ومعنويًا عظيمًا وكبيرًا. رحل ولكن بقيت قصائده وزملائه الذين أحبوه لطيب نفسه ليذكروا العالم به.