أبواب المواجهة فتحت في لبنان على مصراعيها

أبواب المواجهة فتحت في لبنان على مصراعيها

إبراهيم درويش

دخل الإشتباك السياسي على الساحة اللبنانية مرحلته الأصعب.
فما كان ينتظر تبلوره في الأشهر المقبلة، تقلّصت مدّته الى أيام قليلة، يرتقب أن تكون زاخمة بالتطورات المتسارعة.

حال من المراوحة، خيّمت على الأزمة السياسية اللبنانيّة، مشاورات، فأجواء أيجابية، فأفق مسدود، فمبادرات ومساع، بات أعجز من أن تحقق أي تقدّم في مسار الأزمة.

أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، وضع الملفات كافة على الطاولة دفعة واحدة، في خطاب فتح المرحلة على شتى أنواع الإحتمالات، التي لا مفرّ من أن تكسر الجمود القائم، وربّما تزيده تعقيدا.

كلام السيد نصرالله، جاء متقدّما في مقاربته المباشرة لحقيقة الأزمة والخلاف السياسي-الاقتصادي، مشيرا الى جهوزية حزب الله للمواجهة، التي من المفترض أن تشهد ذروة اشتدادها في الأيام القليلة المقبلة.
وعلى الرغم من التطمينات الى حملها السيد نصرالله في خطابه، الا أنه لم يخف خطر الحرب الأهلية، التي قد تندلع بأدوات وأسلحة خفيفة، ولكنها من شأنها ان تقوّض السلم الأهلي، وتجر البلاد الى المجهول.
كما جاء لافتا، الرسائل النارية التي وجهها السيد نصرالله الى حاكم مصرف لبنان، محملا إياه المسؤولية المباشرة عن ارتفاع سعر صرف الدولار، وعدم قيامه بواجبه لخفضه، غامزا من قناة الصديق الذي حذر من اقالة سلامة.
كما، لا يمكن مقاربة الخطاب، من دون التوقف عند الرسالة التي وجهها السيد نصرالله الى قيادة الجيش بشخص قائدها الجنرال جوزيف عون، كشافا عن ضغوط يتعرض لها من الخارج.

القراءة المبسّطة لكلام السيد نصرالله، تفيد بأن المواجهة فتحت اليوم على العلن، فالرئيس المكلف حتماً لن يكون قادرا على السير بخارطة الطريق التي رسمها حزب الله، وبدا واضحا ان حزب الله قرر عدم تقديم أي أوراق مجانية، وبالتالي سنكون أمام مرحلة، من المتوقّع ان تستخدم فيها أوراق الضغوط المختلفة داخليا وخارجيا، ريثما يتضح أكثر أفق ومسار الأزمة.