قصة حقيقة للكاتب تحاكي الواقع الذي نحياه

عائلتي والكورونا…

دعوني أخبركم عن عائلتي الصغيرة(أمي، إخواني، واخواتي والأحفاد). نحن عائلة مترامية الأطراف ( والدتي العجوز و ٦ شباب و ٣ بنات) مع الأحفاد يفوق عددنا ال ٧٠ شخصًا، تعودنا أن نجتمع دوريًا في منزل هذا وذاك، في المناسبات والأعياد.

مع دخول عصر الكورونا  انقلبت الآية وبتنا لا نرى بعضنا بعض، لم ألحظ الفرق كثيرا كوني أسكن في بلاد الإغتراب. أفراد عائلتي عانوا الأمرين من الفراق، لكن ما باليد حيلة، هذا
الكأس شرب منه أكثر من ٧ مليارات إنسان.
في البدايات لم يدخل الفيروس إلى عائلتي المقربة، دخل إلى منطقتنا وعائلتي البعيدة، وفقدنا أصدقاء وأولاد عمومة.
تخطينا موضوع الفقد وتعودنا على سماع هذا يصاب هنا وتلك تصاب هناك، إلى أن سُجلت أول حالة في عائلتي المقربة، بعد الفحص الإيجابي لإبن اخي والذي هو في مقتبل العمر، وكونها أول حالة من المقربين بتنا في حالة استنفار إلى أن اعتدنا على دخول الفيروس حيث بات من سكان منازل العائلة الذين لا يغادرون ديارنا.

ليلة البارحة ودون سابق إنذار لاحظت العديد من الرسائل على مجموعة العائلة، تسجيل صوتي قصير يتبعه العديد من الردود ( سلامة قلبك أبو علي). تعوذت من الشيطان واستمعت إلى ذلك التسجيل وإذ بأخي الذي يعاني من أمراض مزمنة اذكر منها، السكري والقلب والقرحة وما شاكل، قد زاره الفيروس اللعين، ومنذ تلك اللحظة لا أخبركم كيف أصبحت الأمور؛ هذا يتصل بذاك وذاك يضرب كفيه ببعضهما وأنا في غربتي تحت رحمة إتصال أطمئن فيه على صحة أخي.
أبناء بلدي الحبيب، من الطبيعي انكم سمعتم عن هذا وذاك، وترحمتم على هذا وذاك، لكن لم يتذوق الجميع القلق الذي يدمر الأعصاب. نصيحة أتوجه فيها إلى من يقرأ هذا المقال، ان كنتم لا تخافون على أنفسكم فخافوا على من تحبون. تجنبوا وتجنبوا إلى أن يأذن الله وترحل هذه الغمة عن هذه الأمة.

الدكتور محمد صعب