*ميسم بوتاري*
هي أيام.. نعيشها بطولها وعرضها.. بمرّها ومرّها.. أيام سرقت من عمرنا أياما وأحلاما، هي أيام تشبه كوابيس طويلة مزعجة موجعة.
أيام نفقد بها كل يوم عزيز، أو قريب، أو حتى غريب، على يد فيروس هو أخبث مما كنا نطلق عليه المرض الخبيث، يسرقهم منا على عجل أو بإيقاع بطيء، يتركنا دونهم نصارع الحزن والضياع والتشتت..
وفيات تعقبها وفيات، تحت وطأة الفيروس اللئيم.. فيروس أصابنا بقلوبنا وعقولنا وجوارحنا..
وفيات بالعشرات يسقطون كل يوم في معركة شق الأنفس مع كورونا… معركة تخطف الكهل والشاب… المريض وغير المريض…
وبعدما خطف هذا الفيروس… شباب بعمر الزهور… ها هو اليوم يخطف عروسا جديدة…
زهراء شمس الدين، ضحية وباء قطفها من بين أحضان عائلتها وعريسها، وأخمد أحلامها وأحلام عائلتها، واستوحش، حتى حرم محبيها من القاء النظرة الأخيرة، على عروسهم..
زهراء واحدة من ضحايا كثر.. سقطوا ويسقطون في تلك المعركة الشرسة مع ذاك الوباء اللعين.. وباء ما زال البعض يعتبره مجرّد وهم ، فيما يروي مصابوه قصصا عن آلامهم وعذاباتهم ورحلتهم الطويلة المضنية وصولا الى النصر..
وفيما يتوجه “العربي المستقل” بأحر التعازي لأهل وأحباء زهراء، يتوجّه برسالة من القلب الى كل مواطن، متمنيا عليه تحمل مسؤوليته ليكون جنديا في ساحة المعركة ضد وباء كورونا، متسلحا بالاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.. ليبقى هو ومن يحب والوطن بخير..