العربي المستقل
- جماهير كرة القدم اللبنانية، وذاكرة السمك.
- محمد علي صعب.
تتميز جماهير أندية كرة القدم اللبنانية بعدة أمور رياضية وغير رياضية، أخلاقية وغير أخلاقية، فهي جماهير عاطفية حد الهذيان، كما أنها جماهير تملك ذاكرة السمك حيث تنسى ما حدث في الأمس القريب، بل تتجاهله ضاربة عرض الحائط جميع ما تم بناؤه خلال الموسم.
برزت ذاكرة السمك عند معظم جماهير الأندية، بالتحديد عندي جمهوري الأنصار والنجمة، وبنسبة أقل عند جماهير نادي الصفاء، بينما تتجمد حاليا عند جماهير نادي العهد نسبة لتصدر النادي للدوري العام.
جماهير الأنصار نسفت جميع ما قدمه الجوهري منذ استلامه للنادي، والنقلة النوعية التي حصلت في النادي بعد قدوم الجوهري والجهاز الفني المرافق، لكن للأمانة انخفضت نسبة مهاجمة الجوهري كونه ما زال في خضم معركة المنافسة على اللقب، لكن ذلك لا يبرء جماهير نادي الأنصار التي تتعامل بشكل عاطفي أكثر من العقلاني مع النادي بشكل عام، ومع المدرب بشكل خاص إلا ما رحم ربي.
وبالعودة إلى ما حصل وما يحصل من البارحة لليوم في ما يتعلق بمدرب النجمة والجماهير الغاضبة!
الغضب حق مشروع لجميع الجماهير، لكن الغضب يجب أن يكون مرافقا للصبر والحكمة، ولا يمكن للغضب أن يترافق مع الانفعال، والعاطفة واللامنطق، لكن يبدو أن الأغلب من جماهير نادي النجمة تملك ذاكرة السمك حيث نسوا أو تناسوا ماذا فعل مدرب النجمة هذا الموسم! حتى أكثر المتفائلين لم يتوقعوا أن يصل النجمة إلى سداسية الأوائل، وعند الوصول ومع بعض التدعيمات بات الحمل قاسيًا على الجماهير، وأصبحت المطالب ذات توجهات عالية جدا، ومنها المنافسة على اللقب.
لا يمكن استبعاد النجمة من المنافسة على اللقب، لكن لا يمكن ذبح المدرب ( كرويا) وهو الذي صمد في وجه الإعصار الذي ضرب كيان ” نادي الوطن”، وهناك أمر مهم تغافلت عنه جماهير نادي النجمة وحكمت بالعاطفة قبل العقل على لاعبيها ومدربها! وهو قوة نادي العهد، لماذا تيقنت الجماهير أن خسارة البارحة كانت بسبب الدقة ولاعبي النجمة؟ لماذا هُدر حق العهد بأن العهد أفضل من النجمة بمراحل؟
هذه المعايير توضح أن النجمة قدم ما يمكنه مع الدقة، لكن العهد كان الأقرب لأنه الأجهز.
إلى متى سيبقى المدرب سبب الخسارة؟ وإلى متى سيبقى دون حماية من ذاكرة السمك لدى الجماهير؟ وإلى متى سيبقى رهن العاطفة والانفعال بعيدا عن تقعل كرة القدم.
والله من وراء القصد
