المقاول أرتيتا: من صالة المدرسة إلى قلب سانتياغو برنابيو.
ريتشارد نجم، العربي المستقل
رسم ميكيل أرتيتا مع «المدفعجية» سيمفونيةً تكتيكيةً أبهر فيها الجميع، بدءًا من استعدادات الفريق البعيدة عن الأضواء إلى الأداء الذي هزّ أعتى حصون أوروبا.
قبل مواجهة «الكرنفال الأبيض» في سانتياغو برنابيو، تسلل الآرسنال إلى مدرسة ”Valdeluz de los Agustinos” ، في مدريد لإقامة حصّة تدريبية أخيرة داخل صالةٍ مغطاةٍ خاليةٍ من الطلاب والكاميرات، بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام والمتطفلين، ليخفي بذلك أوراقه التكتيكية حتى ساعة الصفر .
على أرض الملعب، بدأت معركة الأقدام: في الذهاب، اكتفى ريال مدريد بقطع 101.2 كلم، في مقابل 113.9 كلم لآرسنال، بفارقٍ قدره 12.7 كلم لصالح المدفعجية ، ثم قلّص النقص إلى 8.5 كلم في الإياب (106.9 كلم مقابل 115.4 كلم)، ما يجعل الفارق الإجمالي 21.2 كلم ، نقلاً عن الصحافي فابريزيو رومانو وصحيفة ماركا الأسبانية.
إحصائيات تُظهر بجلاء حجم الجهد والضغط العالي الذي فرضه الغانرز على أصحاب القميص الأبيض .
تألّق المدفعجية منذ صافرة البداية: أسقطوا حامل اللقب بثلاثيةٍ في الذهاب على ملعب الإمارات، ثم كرروا الأمر بهدفٍين مقابل هدفٍ في العودة على «الميرينغي»، بلمساتٍ ساحرةٍ أضاءها ساكا ، وكسرها هدفٌ قاتلٌ لمارتينيلي في الدقيقة الأخيرة، وصولًا إلى فوزٍ صاخبٍ بنتيجة 5–1 في مجموع اللقاءين .
في النهاية، وبعد الفوز المهم والكبير والعبور من جحيم ريال مدريد، هل يفعلها رجال ارتيتا مجدداً والوصول إلى النهائي الحلم، أم للفريق الفرنسي رأي آخر ؟ تجدر الإشارة أنه ينتظر الآرسنال نصف نهائيٍ ناريٌّ ضد باريس سان جيرمان، في مواجهةٍ تجمع بين ضراوة الضغط الإنجليزي و تجدد الكرة الفرنسية، بينما يصطدم برشلونة بالإنتر في القمة الأخرى، على أن تُلعب مباريات الذهاب في 29 و30 أبريل، والإياب في 6 و7 مايو، فتعدنا جميعها بمعاركٍ تكتيكيةٍ وفنيةٍ تحمل الإثارة حتى صافرة النهاية .