*ميسم بوتاري- العربي المستقل*
الانتخابات الاميركية وانتخاب دونالد ترامب رئيسا تأتي في ظل ظروف معقدة، حيث لم يحدث منذ العام 1980 أن كانت الولايات المتحدة منخرطة بشكل كبير في الصراعات حول العالم خلال الانتخابات الرئاسية، من أوكرانيا الى غزة ولبنان، والتوترات في شرق آسيا، وسط حالة من عدم الاستقرار العالمي، ومع كل هذه الملفات التي ستوضع على مكتب الرئيس المنتخب، كان لـ “العربي المستقل”، حديثا مع الخبير بالشؤون الاميركية والدولية، مؤسس مركز بروجن للدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية، قاسم رضوان، وحول انتخاب ترامب في الولايات المتحدة الاميركية لولاية جديدة ومدى تأثيره على الحرب في لبنان وغزة واذا كان هنالك إمكانية للتوصل لاتفاق، حيث أكد ان لانتخاب ترامب تأثيرا كبيرا ليس فقط على جبهة لبنان وغزة بل على المنطقة بأكملها لا وبل على العالم أجمع، مضيفا: “نحن نعرف أن الكثير الكثير من الملفات مازالت عالقة، مازالت ملتهبة، إن كان في الشرق الاوسط أو كان في أوروبا (مع أوكرانيا وروسيا) في الصين ، الكوريتين”، بالتالي فانتخاب ترامب سيكون له انعكاس على كل هذه الملفات وتأثير كبير.
وفي حديثه لـ العربي المستقل”، قال: “أعتقد أنه سيكون هنالك تصعيد من قِبل نتنياهو وحكومته في عدوانه على لبنان وفي عدوانه على غزة خلال الفترة القادمة”، مضيفاَ: “أن الشهرين المقبلين بمثابة فرصة له طبعاً بدعم وموافقة من إدارة بايدن لأننا لم نعد نتحدث عن الولايات المتحدة الاميركية كولايات متحدة امريكية، أصبح الحديث اليوم عن إدارة بايدن شخصيا ونتنياهو في هذا التصعيد في هذه الحرب”، واذ عبر عن خشيته من ان يكون هذا التصعيد ليطال المنطقة برمتها وليذهب الى حرب اقليمية في مواجهة مع ايران ومع سوريا ومع اليمن، اشار الى ان نتنياهو كان يسعى دائما ليجر أميركا لمواجهة مع إيران مباشرة، وجو بايدن كان دائما ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية لأنه يعرف تمام المعرفة أنه من الصعب في مكان ما ان يكون هناك حظوظ لنائبته، لكن الانتخابات قد حصلت وفاز ترامب فيها وكانت خيبة أمل وصفعة كبيرة لجو بايدن وسياسته.
وتابع قاسم قائلا: “لذا أعتقد وأخشى أن يكون هنالك نية مع حكومة ناتنياهو لتوسعة هذه الحرب لتشمل الاقليم بكامله وخاصة مع ايران ليكون حملاً ثقيلاً وإرثاً ثقيلاً يتركه لترامب قبل تولي الرئاسة في البيت الأبيض وخاصة أن ترامب رفع شعار إطفاء الحروب، وعدم الاستمرار فيها، عودة القوات الاميركية إلى الداخل الأميركي لأن هذا بالنسبة له نزيف للخزانة الاميركية والوضع الاقتصادي الاميركي لا يستطيع الاستمرار بهذا الوضع بعد هذا الفيض من الديون التي حصلت على الخزانة، اذا لهذا يريد ترامب وقف هذه الحرب بطريقة او بأخرى لأن كل هذه المساعدات تؤثر على الخزانة، وهنا لا يجب علينا أن نعتبر وقف هذه الحرب هو تخلي عن إسرائيل، بالتأكيد سيتواصل الدعم، لكنه سيكون دعماً سياسياً أكثر منه عسكرياً ومادياً، بالتالي هناك خشية من أن يذهب جو بايدن بعيداً بدعم نتنياهو لتصعيد أكبر في المنطقة وصولاً لحرب إقليمية، بالتالي هنا يكون قد ترك إرثاً ثقيلاً لترامب على أن ينفذ مشروعه الاقتصادي الذي كان قد وعد به في حملته الانتخابية.