لبنان في مواجهة القسوة الإسرائيلية: قصف متعمد للمدنيين وإسكات الصحافيين وسط صمت دولي

لبنان بين فكي العدوان الإسرائيلي والضغوط الدولية: استهداف المدنيين وإسكات الصحافيين يفضح قسوة الاحتلال وتواطؤ العالم

علي خنافر – العربي المستقل

في ظل أزمات خانقة وضغوط دولية غير مسبوقة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الشرس على لبنان، محاولاً تركيع شعب بأكمله عبر استراتيجية قاسية تتجاوز جميع القوانين الدولية التي تلزم حماية المدنيين وتكفل حق الإعلام في تغطية الحروب والصراعات والغارات الأخيرة، التي طالت المدنيين بوحشية، واستهدفت الصحافيين عمداً، تكشف عن رغبة إسرائيلية واضحة في تفكيك المجتمع اللبناني وإغراقه في الفوضى، وسط صمت دولي مخزٍ.

استهداف المدنيين اللبنانيين بدم بارد:

يعيش اللبنانيون اليوم في خوف دائم نتيجة الغارات الإسرائيلية المتصاعدة التي لم تعد تقتصر على الأهداف العسكرية المحددة، بل امتدت إلى الأحياء السكنية والمناطق المدنية المكتظة. استهداف المدنيين عمداً يمثل رسالة قاسية من الاحتلال تهدف إلى زرع الرعب وكسر إرادة الشعب، بالرغم من انتهاك هذه الأفعال الصريح لاتفاقيات جنيف والقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين.

سياسة إسكات الإعلام وقتل الصحافيين:

في سلسلة متعمدة من الجرائم، لقي المصور عصام عبد الله حتفه أثناء تغطيته للأحداث، وتوالت الاستهدافات لاحقاً ليقتل الإعلامية فرح عمر والمصور ربيع معماري، وغسان نجار، ومهندس البث محمد رضا في قناة الميادين، ومصور قناة المنار وسام قاسم، هذه الجرائم بحق الإعلاميين تهدف إلى إسكات الأصوات التي تفضح جرائم الاحتلال وتوثق معاناة المدنيين، مما يعد اعتداءً على حرية الصحافة، ورغبة واضحة في فرض تعتيم إعلامي على حقيقة الأوضاع الميدانية.

سياسة الجبن المدروس: استهداف الإعلام خشية انكشاف الحقيقة

تعكس إسرائيل من خلال قتل الصحافيين واستهداف وسائل الإعلام ما يمكن وصفه بسياسة “الجبن المدروس” هذه الاستراتيجية تعتمد على التخلص من شهود الحقيقة والإعلاميين الذين يوثقون جرائمها، لأن الكيان الإسرائيلي يخشى الكاميرا أكثر من البندقية، بدلاً من مواجهة الوقائع بشجاعة، تلجأ إسرائيل إلى تصفية الأصوات الحرّة لضمان التعتيم على اعتداءاتها وسياسة الجبن المدروس هي سياسة قوة جبانة، تعتمد على الغارات والصواريخ في مواجهة الكلمة والصورة، لتثبت أن هذا الاحتلال يخاف الحقيقة أكثر مما يخاف المواجهة.

القصف العشوائي للضاحية الجنوبية ونفاد بنك الأهداف:

في ظل هذا العدوان، بات واضحاً أن إسرائيل قد استنفدت أهدافها الاستراتيجية، وأصبحت توجه قصفها إلى الضاحية الجنوبية ومناطق مأهولة لا تحمل أي قيمة عسكرية وهذا التوجه يظهر إفلاساً عسكرياً واضحاً، حيث تسعى إسرائيل إلى بث الرعب وتوجيه ضربات عشوائية لمجرد إثبات حضورها العسكري، دون أن تكترث لحياة الأبرياء الذين يدفعون الثمن الأكبر لهذه الهجمات.

التواطؤ الدولي والضغوط الأمريكية:

تستمر الولايات المتحدة في ممارسة ضغوطها على لبنان عبر فرض عقوبات اقتصادية خانقة، وتشديد القيود السياسية، مما يزيد من تعقيد الأزمة الاقتصادية ويضاعف من معاناة الشعب اللبناني وهذا التواطؤ والصمت الدولي عن الاعتداءات الإسرائيلية يشكل ضوءاً أخضر لإسرائيل لمواصلة انتهاكاتها دون أي رادع، بينما يعيش اللبنانيون في معاناة مزدوجة، حيث يواجهون حرباً عسكرية وحصاراً اقتصادياً.

مستقبل لبنان: هل ستستمر المعاناة دون أفق للنجاة؟

في ظل هذا الصمت الدولي المخزي، يواجه الشعب اللبناني خيارين أحلاهما مر: بين أن يخضع لتلك الضغوط أو يواصل صموده ضد عدوان الاحتلال وتواطؤ العالم وإن استمرار هذا النهج العدائي من قبل إسرائيل وضغوط القوى الدولية قد يدفع لبنان إلى حافة انهيار شامل وهذا غير أن روح الصمود لدى الشعب اللبناني تظل حية، حيث يرفض الاستسلام لواقع فرضته أطماع دولية وسكوت عالمي يعطي إسرائيل شرعية لممارسة مزيد من الاعتداءات دون رادع.