*لأول مرة بتاريخ الكيان.. منزل رئيس الحكومة بمرمى نيران المقاومة في لبنان*
*ميسم بوتاري- العربي المستقل*
بنيامين نتنياهو، رغم كل ما يجسده هذا الاسم من نموذج للإجرام والتسلط والهيمنة، ها هو اليوم كالفأر في مخبئه، يتلفت شمالا ويمينا، يراقب المحيط الذي يجلس فيه، يتأكد من التحصينات ويجدد أوامره بتشديد اجراءات الحماية حوله، فيد المقاومة الاسلامية في لبنان طاولت عقر داره، مستهدفة صباح اليوم منزله في قيسارية، ليدب الرعب في قلوب كل مجرمين كيان العدو، وهو ما استدعى اجراءات أمنية مشددة.
الحدث التاريخي الذي يشهده الكيان لأول مرة، جاء حاملة رسالة قوية، رغم كل التحصينات الخاصة بمنزل نتنياهو، فالمسيرة وصلت بدون صافرات انذار و الانباء تتحدث عن اصابة المنزل وانفجار كبير سمع في المنطقة، وبغض النظر عما اذا كان الاستهدف قد أسفر عن سقوط قتلى او جرحى، و لكن رمزية الاستهداف هي ضرب الاحساس بالامن الشخصي لنتنياهو الذي يتحرك مؤخرا بدون اعلان اماكن تواجده او مواعيد زياراته لجبهات القتال وحتى ان الاجتماعات الامنية تتم في اماكن سرية غير معروفة و بتحصينات خاصة.
الاستهداف اليوم يأتي ترجمة لما أعلنه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الانتقال للمرحلة الثانية وبالتالي سياسة “إيلام العدو”، ولما اعلنته غرفة عمليات المقاومة اول من امس عن الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة، ويحمل في طياته رسالتين، احداها مباشرة لصانع ومقرر السياسات ومُعطي الاوامر للتنفيذ، نتنياهو، والثانية للجيش ومؤسسة الامن الذين اثبتا مرة جديدة الفشل الأمني والعسكري في إسقاط المُسيرة التي استهدفت منزل نتنياهو، وعبر الصواريخ التي ضربت حيفا وضواحيها وعكا ومجمل منطقة الشمال.
اذا هي نقطة تحول في الصراع العسكري، سيفرض على قادة الاحتلال مغادرة منازلهم طالما الحرب مستمرة، وسيضع المستويين الامني والسياسي في الكيان أمام مساءلة المستوطنين الصهاينة الذين فقدوا الثقة بقيادة العدو.