ميسم بوتاري- العربي المستقل
التهويل بعملية هجوم بري قد يقدم عليها العدو في لبنان، والتصريحات المتتالية لقادته، حول ضرورة وحتمية هذا العمل للقضاء على المقاومة الاسلامية في لبنان، ترافقت مع دعوة رئيس الأركان الصهيوني جنوده إلى الاستعداد لدخول محتمل إلى لبنان، فيما أعلن جيش العدو أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية في الشمال.
ورغم كل ما يتحدث عنه العدو، الا ان الوقائع تؤكد ان الكيان ما زال حتى اللحظة لا يجرؤ على التوغل بريا لما سيتعرض له جنوده في ارض المعركة اسوة بما حصل ويحصل في قطاع غزة حيث تكبده المقاومة الفلسطينية الخسائر المتتالية، مع الاخذ بعين الاعتبار ان وقائع الميدان وظروف لبنان وإمكانيات المقاومة تختلف عن تلك في غزة المحاصرة.
واذ يعتبر محللون انه وفي حال إقدام العدو على عملية برية، فهي ستقتصر على مداهمات عبر الحدود وفي نطاق ضيق جدا يشمل مناطق محدودة، سيتكبد خلالها خسائر فادحة في عديده وعتاده كما توعدهم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
ومع التخبط الذي يعيشه الكيان جراء فشله بتحقيق اي من اهدافه في غزة، وفيما يسعى جاهدا للبحث عن نصر للخروج به من وحول ميادين غزة ولبنان، نجد ان العدو يورط نفسه في حال اقدامه على العملية البرية بمشكلة جديدة ستكون نتائجها شبيهة بنتائج حرب تموز وخصوصا أن ظروف العدو اليوم شبيهة بما نص عليه البيان الصادر عن لجنة فينوغراد حول تقصي حقائق الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006 الذي أكد ان العدو كان السباق لشن حرب التي انتهت من دون تحقيق انتصار عسكري، مفندا العديد من الاسباب التي كانت الخسارة نتيجتها الحتمية، واشار البيان الصهيوني حينها الى إن القرار الذي اتّخِذ في ليلة 12 تموز يولي القاضي بالرد فورًا وبعملية عسكرية حازمة على عملية اسر الجنود الصهاينة التي قامت بها المقاومة الاسلامية في لبنان حُدّدت لها أهداف طموحة، جعل نطاق الخيارات الإسرائيلية محدودًا. وبالفعل، لم يكن لدى إسرائيل بعد القرار الأولي بخوض الحرب إلا خياران رئيسيان، كان لكلاهما مَنطِقه الداخلي إلى جانب ثمنه ونواقصه. وكان الخيار الأول يتمثّل بتوجيه ضربة مؤلمة وقوية ومباغتة لحزب الله خصوصا من خلال النيران المضادّة. أما الخيار الثاني فتمثّل بإحداث تغيير جوهري على الواقع في جنوب لبنان من خلال عملية برية واسعة النطاق تشمل احتلال جنوب لبنان بشكل موقت و”تطهيره” من البنية التحتية العسكرية لحزب الله.
واضاف بيان لجنة فينوغراد أن اختيار أحد هاذين الخيارين كان متروكًا لتقدير الحكومة الصهيونية وحدها ولكن طريقة اتخاذ القرار الأصلي بخوض الحرب وحقيقة خوض الحرب قبل اختيار أحد الخيارين وبانعدام إستراتيجية للخروج منها- إن جميع هذه العوامل كانت بمثابة إخفاقات خطيرة أثرت على الحرب بأسرها. وتقع المسؤولية عنها على عاتق المستويين السياسي والعسكري على حد سواء.
اذا وبناء على ما تقدم يبدو ان العدو الصهيوني ما زال ينتهج نفس الاسلوب الذي انتهجه عام 2006، وهو ما يضعه امام خسارة جديدة حتمية اخرىن هذا اذا ما وضعنا قدرات المقاومة الاسلامية في لبنان اليوم مقارنة مع تلك في العام 2006 جانبا، اضافة الى الانهاك الذي يعيشه جيش العدو بعد حوالي عام من القتال في غزة، والاستنزاف على الحدود اللبنانية.