ميسم بوتاري- العربي المستقل
منذ أحد عشر شهرا، والمشاهد في غزة تتكرر متنقلة من منطقة الى اخرى ومن مستشفى الى اخر، دماء واشلاء هنا، رائحة موت هناك، أنّين مرضى في اماكن اخرى، بطون خاوية ووجع في كل أنحاء القطاع الممزّق المدمر العصي على الإنكسار.من مجزرة مواصي خانيونس في جنوب قطاع غزة التي ارتكبها العدو فجرا، الى شمال القطاع حيث تئن المستشفيات عجزا في ظل نفاد الوقود ونقص المستلزمات الطبية، ما يضعها امام وضع انساني مأساوي، مع اقتراب توقف بعضها خلال ساعات في حال لم تتم المعجزة وتؤمن الوقود.
مستشفى كمال عدوان واحدة من تلك المستشفيات التي تترقب بخوف وحذر ما ستحمله الساعات القادمة، مع اشارة مديرها الدكتور حسام ابو صفية لـ “العربي المسقل”، الى ان المشهد نفسه يتكرر وبشكل متعمد، مؤكدا ان المستشفى امام ساعات قليلة من كارثة.
للأسف وبحسب الدكتور ابو صفية، لا تواصل من قبل المؤسسات الدولية مع ادارات المستشفيات لايجاد حل لأزمة نفاد الوقود، وعلى العكس فإن المستشفيات هي التي تسعى دائما للتواصل مع تلك المؤسسات محاولة ايجاد حلول من شأنها انقاذ الجرحى والمرضى المتواجدين فيها، مع عدم وجود لا افق لما يحصل في المنظومة الصحية وسط تعنت العدو الصهيوني وتواطؤ المنظمات.
وأكد أبو صفية في حديثه لـ “العربي المستقل” ان الوضع الصحي خطير جدا، خصوصا مع عدم امكانية نقل المرضى الى مستشفيات آمنة في ظل صعوبة الاوضاع الميدانية ايضا.
ما قالة الدكتور ابو صفية هو ما اشار اليه مدراء مستشفيات شمال قطاع غزة في مؤتمر صحفي مشترك، مؤكدين ان المنظومة الصحية في القطاع تتعرض لحرب ممنهجة وتدمير كبير، في ظل تعنت قوات الاحتلال الذي حال من دون وصول الوقود والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات، واذ شددوا على ان أن الصمت إزاء إجراءات الاحتلال يعرض مزيدا من المدنيين للموت، محملين العدو المسؤولية عن مصير الأطفال الموجودين في أقسام العناية المركزة.
اذا هي حرب ابادة جماعية يمارسها العدو الصهيوني بدعم اميركي وتواطؤ عربي وأممي، وسط صمت المؤسسات والمنظات الدولية عن ما يرتكبه المجرم بحق الشعب الفلسطيني بهدف اركاعه واخضاعه، لكنه عبثا يحاول.