عملية بطولية اردنية في الاغوار.. مقتل 3 جنود صهاينة

*ميسم بوتاري- العربي المستقل*

تجاوزات وإعتداءات صهيونية متواصلة منذ احتلال فلسطين تتصاعد حدتها يوما بعد آخر، مع ارتكاب العدو مجازر مستمرة منذ نشأته حصدت مئات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين وأكثر، وصولا الى المجازر المرتكبة اليوم في غزة والضفة المحتلة مع تواصل البطش الصهيوني..
بالتوازي.. العمليات البطولية الفلسطينية شاهدت تصاعدا وتطورا نوعيا ايضا.. فكانت المعارك والمعادلات التي فرضتها المقاومة وصولا الى سيف القدس وطوفان الاقصى وما رافقها من تقدم في صناعة الاسلحة وتطويرها.
وفي ظل المجازر المرتكبة على مدار احد عشر شهرا والتي اسفرت عن استشهاد اكثر من اربعين الف شخص وجرح ما يقارب المئة الف فضلا عن عشرات آلاف المفقودين، كانت العمليات في الضفة الغربية التي جاءت انتقاما لدماء الشهداء والجرحى في مناطق متعددة تشكل كابوسا للعدو من نابلس الى الخليل وصولا الى الاغوار…
أمس كانت العين على الاغوار ايضا.. ولكن هذه المرة ليس بسبب العملية فحسب.. بل في ما يتعلق بجنسية منفذها.. فالبطل اليوم اردني الجنسية نفذ عمليته ثأرا للدماء السائلة على ارض فلسطين.
وللوقوف على تفاصيل ما جرى صباح البارحة كان ل “العربي المستقل” حديث مع الناشط في المقاومة الشعبية من الاغوار ايمن غريب الذي أشار الى ان جرائم الاحتلال فاقت تحمل النفس البشرية وبالتالي على كل إنسان ان يستجيب لمشاعره وقيمه ومفاهيمه لرفض تصرفات الاحتلال التي فاقت توقعات البشر وتجاوزت كل قوانين الأرض وارتكبت الفظائع والجرائم والابادة البشرية والتنكيل بالشهداء والجرحى والاعتداء على الأسرى وكل الحركات البذيئة التي يقوم بها الجيش والشرطة والسجانين في السجون الاسرائيلية.
وبحسب غريب فإن كل هذه التداعيات وما يجري في غزة اوصلت الشعوب حتى في الدول المطبعة مع الكيان إلى مرحلة من عدم الرضا ورفض ان تكون “إسرائيل” دولة موقَّع معها اتفاقيات وأن يقبلوا بأن يكونوا جزءا من أمن كيان او من دولة او من حكومة لها اتفاقيات أمنية مع هذا الكيان
غريب في حديثه لـ “العربي المستقل”، أشار الى انه ورغم الاستيطان والاستحواذ الأمني الصيوني في المنطقة وكاميرات وأجهزة التشويش والرادارات والحواجز القوية، الا ان عمليات المقاومة في منطقة الأغوار تستمر وتتكرر.
اما بخصوص عملية الأمس فبحسب القناة العبرية والمستوطنين والشارع الاسرائيلي، فيقولون بأن أطول حدود لدى “إسرائيل” هي الحدود الشرقية مع الاردن وبالتالي هذه الحدود محمية من قبل جهة الأردن فقط اما من جهة ” إسرائيل” فلا يوجد حماية قوية. وهذا ما تم الحديث عنه مؤخراً أنه لا يكفي والتخوّفات من ردات فعل اردنية وتغيير في السيناريوهات والمسيرات والفعاليات التي تحصل في الأردن.
بدوره أستاذ حل النزاعات الإقليمية والدولية والخبير في الشؤون الصهيونية الدكتور علي الأعور، قال في حديثه لـ “العربي المستقل: “عملية جديدة تضاف إلى العمليات السابقة تأتي بعد أسبوع من عملية حاجز ترقوميا التي قتل فيها ثلاثة من ضباط الشرطة الإسرائيلية الأسبوع الماضي، مشيرا الى انه “وبعد أسبوع تماماً، أتت عملية الجسر اللنبي الذي يفصل بين الأردن وأريحا، كجزء من ردة الفعل والتصعيد الذي يمارسه ناتنياهو في قطاع غزة”.
وبحسب الأعور، “هناك ارتباط كامل بين ما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية”، معتبرا ان “هذه العملية تجسد وحدة الجغرافيا السياسية والعربية والوطنية”، مشددا على ان “الشعوب العربية ما زالت ترفض ما يتم في قطاع غزة من إبادة جماعية وقتل وتدمير وما حصل في مخيم نور شمس والفارعة وجنين”.
الأعور اكد في حديثه لـ “العربي المسقل”: نحن إذاً أمام مرحلة جديدة من التصعيد لكن الخوف من التصعيد الآخر والزلزال القادم في الضفة الغربية”، مضيفا “الآن هناك مخاوف كبيرة جداً داخل الكيان الصهيوني من ان تشكل هذه العملية إلهاماً وتشجيعاً لأردنيين موجودين داخل فلسطين للقيام بعمليات مماثلة في الأراضي المحتلة”.