مفاوضات الدوحة في يومها الاول.. يوم طويل وسط تعنت صهيوني

متابع لتفاصيل المفاوضات لـ”العربي المستقل”: نتنياهو لا يريد وقفا لاطلاق النار

ميسم بوتاري- العربي المستقل

في اليوم الـ 315 للحرب الصهيونية على قطاع غزة، تستأنف اليوم بالدوحة اجتماعات الوسطاء لإنهاء الحرب التي كانت قد بدأت أمس الخميس، والتي وصفها البيت الأبيض بالمحادثات الواعدة، التي تناولت تفاصيل تنفيذ الاتفاق.
واذ تباينت المعلومات والتصريحات بين من وصفها بالايجابية مؤكدا التوصل الى حلحلة في بعض البنود العالقة، وبين من اكد ان الثغرات ما زالت كبيرة، كان لـ “العربي المستقل” مقابلة مع مدير مكتب القمة للدراسات في الدوحة، المتابع لاجتماعات المفاوضات صالح غريب.


غريب وفي حديثه لـ” العربي المستقل”، أشار الى أن “الإجتماعات التي تعقد في الدوحة اليوم أتت بعد المتغيرات التي حصلت باغتيال اسماعيل هنية في ايران والسيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي جاءت بعد الاجتماع الاخير في روما والذي جاء بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل؛ ورئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع، وتم خلاله مناقشة الكثير من البنود والتي كما العادة وفي كل مرة يلجأ رئيس حكومة العدو الى اضافة بند او الغاء اخر.
واشار غريب الى انه وخلال اجتماع روما، اتُفق على بعض الخلافات التي تظهر من هنا او هناك، ولفت الى انه كان من المفترض ان يعقد بعد اجتماع روما مباشرة اجتماعا بالدوحة، ولكن وبعد الاغتيالان كان لا بد من توقف المفاوضات على اعتبار انه سيكون هناك رد ايراني ورد من المقاومة الاسلامية في لبنان.
غريب أشار الى انه ومنذ ايام جاء البيان الثلاثي الذي صدر عن امير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الاميركي جو بايدن، دعوا فيه الى ضروري اطلاق المفاوضات والتوصل الى اتفاق بشأن الهدنة، خصوصا وان الرئيس بايدن يسعى الى الانتهاء مما يحصل في غزة، لما سيكون لذلك من تأثير على الانتخابات الاميركية.
وعن الاجتماع الرباعي الذي شهدته الدوحة يوم أمس، قال غريب: “كان يوما طويلا، ولكن وبحسب المعلومات ما زال هناك اختلافات على البنود، وعلى سبيل المثال، التعهد الذي تطلبه حركة حماس من الوسطاء وخصوصا اميركا لدى الكيان الصهيوني، اضافة الى بند عودة النازحين الى الشمال حيث وضع نتنياهو قيودا على عودتهم، منها قيود أمنية واخرى رقابية او بناء جدار تحت وفوق الارض، ومراقبة العائدين الى مناطقهم وكأنهم ارهابيين كما يردد دائما، ويعتبر ان كل الشعب الغزاوي مواليا لحماس وكأنها تهمة، بالاضافة الى الاشكالية حول ما يطلق عليه اليوم التالي للحرب ومن سوف يدير قطاع غزة، وبالتأكيد فإن نتنياهو يريد القضاء على حركة حماس.
ومع متابعته للاجتماعات، اكد غريب انه وفي كل مرة يأتي الوفد الاسرائيلي الى الدوحة كمفاوض وهو منزوع الصلاحيات، ولكن هذه المرة الصيغة تغيرت، وأُعطي الوفد الاسرائيلي المزيد من الصلاحيات، وأضاف: “اشك بأن نتنياهو يعطي المفاوض الاسرائيلي الصلاحية للتحدث نيابة عنه، فالمشاركة الاسرائيلية في التفاوض هي فقط من اجل القول للعالم بأنه ارسل وفدا وان معرقل التوصل الى حل هي حركة حماس، وخصوصا وان حماس غير موجودة في الاجتماعات وكلفت قطر ومصر للمناقشة بالبنود التي وافقت عليها، ومن دون اجراء اي تعديل، وهو ابعد ما يمكن الموافقة عليه، فحماس قدمت الكثير من التنازلات في سبيل التوصل الى حل لوقف العدوان، من بينها موضوع الاسرى، فمن تبييض السجون الى مطالبة حركة حماس بالافراج عن الاسرى من المحكومين بمؤبدات ووضعت عددا من الاسماء، ووجهت بفيتو صهيوني عليها، زاعما ان ايديهم ملطخة بدماء الاسرائيليين”، وسأل غريب: “الجنود الاسرائيليين الذين يطالب نتنياهو بخروجهم من الاسر اليست اياديهم ملطخة بدماء الفلسطيينيين؟”.
ولخص غريب ما يجري بالقول: “في نهاية الامر رئيس الحكومة الصهيونية لا يريد ان يكون هناك هدنة ولا يريد اطلاق سراح الاسرى، ولا يهتم اصلا بإطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين لدى حماس، هو فقط يريد اطالة امد الحرب لعل وعسى ان يحقق شيء ما ولن يحقق ذلك:، مشيرا الى ان المفاوض القطري والمصري فهموا ان نتنياهو “يلف ويدور ويلعب ويستنزف الزمن والوقت من هذه الاجتماعات للبقاء فترة اكبر في الحكم”.
واذ تمنى غريب عبر “العربي المستقل”، ان يتم التوصل اليوم الى اتفاق، مشيرا الى ان النتوءات التي يحدثها الجانب الصهيوني في كل مرة هي التي تعرقل التوصل الى اتفاق وموافقة على تلك الهدنة، التي تريد منها الدوحة والقاهرة وقف دائم لاطلاق النار وليس الى اتفاق مؤقت يسترجع العدو من خلاله اسراه ومن ثم يعود كما حدث في الهدنة الثانية الى القصف وبشكل مكثف.