جولة جديدة من المفاوضات بقطر.. حماس معنية بوقف اطلاق النار ولكن!
المدهون لـ” العربي المستقل”: ما يحصل بغزة نازية صهيونية
*ميسم بوتاري- العربي المستقل*
ترقب وحذر وآمال ويقين بالمراوغة، مشاعر كلها تجتمع في آن واحد، بينما العيون شاخصة الى العاصمة القطرية الدوحة، التي تستضيف اجتماعا رباعيا، يضم وفوداً من الولايات المتحدة ومصر وقطر والكيان الصهيوني، يأتي في اطار من وضعه بخانة الجولة الجديدة من المفاوضات للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة.
ومع تأكيد حركة المقاومة الاسلامية حماس، انها لن تشارك في جولة المحادثات وقف إطلاق النار، وذلك تماشيا مع موقفها المعلن في رفض خوض مفاوضات جديدة، وتمسكها بالورقة التي طرحها الوسطاء، اشارت الى استعدادها للقاء الوسطاء بعد ذلك، للحصول على تحديث، ومعرفة إذا كان الكيان الصهيوني سيقدم اقتراحا جدّيا وعمليا للصفقة.
وللوقوف حول مع ما يحصل اليوم بالدوحة، كان لـ”العربي المستقل”، حديثا مع الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم المدهون، الذي أكد ان جولة اليوم لا تختلف عن الجولات السابقة، سوى من ناحية الاهتمام الاعلامي الاميركي، والتركيز عليها وذلك لعدة اسباب، أهمها التغطية على جرائم الاحتلال الاسرائيلي، والتي كان اخرها مجزرة التابعين، والاغتيالات التي قام بها العدو الصهيوني في لبنان وطهران باغتياله القائدين اسماعيل هنية والسيد فؤاد شكر، ومحاولة لتبريد ردود الافعال، أما ما دون ذلك فالولايات المتحدة الاميركية تتعامل بطريقة ادراة المفاوضات وليس انهاءها والتوصل الى حل.
وعن كيفية تعامل حماس مع ما يحصل في قطر، أكد المدهون ان حماس معنية بوقف اطلاق النار ووقف الابادة، ولا تريد الدخول بمفاوضات فراغية، لا تؤدي الى اي مضمون ولا الى اي نتيجة، مضيفا:”حماس قدمت رؤيتها في الثاني من يوليو الماضي، ووافق عليها الوسطاء، ومن ضمنهم الولايات المتحدة الاميركية التي تعهدت في ذلك الوقت ان تُلزم الاحتلال الصهيوني، ورغم الوصول الى اتفاق مع وفد العدو الى المفاوضات الا ان رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو رفضه واضاف اليه شروطا جديدة مرتكبا بعد ذلك الكثير من العمليات الوحشية بغزة”، وتابع المدهون: “انه في حال قدم الوسطاء هذه المرة اتفاقا حقيقيا لوقف اطلاق النار وحرب الابادة، بالتأكيد حماس ستتجاوب معه”.
المدهون أكد لـ”العربي المستقل”، انه وفي حال فشل هذه الجولة من المفاوضات، فسيبقى الحال في غزة على ما هو عليه وستستمر حرب الابادة والتوحش الاسرائيلي، وبالتأكيد ستستمر المقاومة بالمواجهة، مضيفا ان واقع الشعب الفلسطيني بات قاسيا وصعبا، محملا العالم اجمع مسؤولية ما يحدث في غزة، لما سيكون لذلك من تداعيات خطيرة، مشددا انه على القوى الدولية وبالاخص موسكو وبكين التدخل، ويجب على الامم المتحدة أن تتدخل وتضع حدا لما يرتكبه العدو الصهيوني في القطاع.
وجدد المدهون التأكيد ان المقاومة الفلسطينية بخير، والمشاهد التي تنشرها لعملياتها في محاور غزة تؤكد انها تعايشت مع صعوبة الوضع، لافتا الى ان المقاومة لن تستسلم ولن تلقي السلاح وما فشل به الاحتلال بعشرة اشهر سيفشل بها بعد ذلك، ولكن وبحسب المدهون، المشكلة باتت في الواقع الانساني الصعب والكارثي الذي فرضه الكيان الصهيوني عبر محاولة الضغط على المقاومة بارتكاب المزيد من المجازر واللجوء الى حرب التجويع والتعطيش مع فشله بالحسم العسكري، مشددا مرة اخرى على ان ما يحصل بغزة مشكلة دولية، تفرض موقفا للدول العربية والاقليمية والمنظمات الحقوقية تجاه النازية التي يمارسها العدو في غزة، واصفا ما يحصل اليوم في القطاع بما جرى في ثلاثينات القرن الماضي عندما نشبت الحرب العالمية الثانية.