الخبير بشؤون المقاومة الدكتور هاني الدالي لـ “العربي المستقل”: مقاومة الضفة تربك العدو.. والقسام توظف امكانياتها لها
ميسم بوتاري- العربي المستقل
حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة، أفرزت تصاعدا في العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، التي باتت أكثر تعقيدا بالنسبة للعدو الصهيوني، مع التطور النوعي الذي تشهده وحالة الإرباك التي تفرضها بين صفوف الاحتلال.
بالتأكيد ما يحدث في الضفة الغربية وخصوصا العمليات الاخيرة ضد الاحتلال الصهيوني وارتفاع بقعة وتمدد المقاومة الفلسطينية، تشير بحسب ما أكد الخبير في شؤون المقاومة الفلسطينية الدكتور هاني الدالي، في حديث لـ “العربي المسقل”، الى تطور في استراتيجيات المقاومة، رغم الاقتحامات المتكررة والمطالبات الامنية والعسكرية، وكل المحاولات التي قام بها العدو للضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة، من تدمير للبنية التحتية الى قتل للمقاومين الى اعتقال الالاف من الشبان، الا ان تنامي المقاومة يشير الى اها ما زالت عصية على الاحتلال.
تكتيكات وأساليب جديدة.. في مناطق مهمة
نماذج كثيرة تشير الى تطور العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة، وخصوصا في موضوع التكتيكات والاساليب العسكرية الجديدة، اضافة الى العبوات الناسفة التي أصبحت أكثر تطورا مع امكانية تفجيرها عن بعد والدقة التي باتت تتسم بها وانتقالها من جنين الى طولكرم الى نابلس وقلقيلية الى اكثر من مكان، اضافة الى اهمية الأماكن التي باتت تستخدم بها هي اماكن حساسة للعدو، حيث اكد الدالي في حديثه لـ” العربي المستقل”، ان “في الضفة الغربية المحتلة اليوم مناطق صلبة يمكن الانطلاق منها كجنين وطولكرم وما بات واضحا”، مشددا على أن “العمل المقاوم ما زال في مرحلة التكيّف والتطور والتفاعل مع الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالتالي فإن الضفة الغربية ترسل رسالة بأنها غير منقطعة اطلاقا عن الواجب النضالي والجهادي والاخلاقي والديني، عن مساندة ابناء غزة، الملهمة للمقاومة في الضفة، وهو ما يؤكد بحسب الدالي فشل العدو الصهيوني بفصل الشعب الفلسطيني والجغرافيا وفصل وحدة المصير ووحدة الهدف بين الضفة وغزة والقدس والاراضي المحتلة عام “1948.
لفت الدالي الى أن “المقاومة في الضفة تقوم بتغيير وفرض معادلات جديدة وفرض واقع جديد على المستوى المقاوم، حيث ان التغيير له علاقة بموضوع الانتقال من العمليات الدفاعية، الى استراتيجية الهجوم داخل المستوطنات في غور الاردن واسدود والقدس المحتلة، واستهداف مواقع عسكرية صهيونية في تلك المناطق، مشيرا الى ان هذه المعادلات والتحولات في الضفة الغربية اجبرت العدو الصهيوني للانتقال الى استراتيجية جديدة، وهي اللجوء الى الاستهدافات من الجو والخوف والخشية من تقدم الجنود الصهاينة من المواجهة المباشرة مع المقاومين الفلسطينيين وهذا يشير الى حجم الخسائر الكبيرة التي يتكبدها العدو الصهيوني في اقتحامات المدن، اضافة الى حجم الخوف من المقاومة وحجم قوة المقاومة وتطورها النوعي في مواجهة الاحتلال”.
واقع جديد من العمل المقاوم
الواقع بالضفة الغربية يشير الى مرحلة جديدة من العمل المقاوم، لها تأثير على قوة الردع الصهيوني، من الظروف والوقائع التي ساهمت بظهورها وتناميها واتساعها، ومنها النموذج المقاوم في قطاع غزة وانتقالها الى الضفة الغربية وخاصة جنين وطولكرم ومنها الى العديد من المناطق في الضفة الغربية، هذا اضافة الى ان استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، كان له دور كبير في تنامي العمل المقاوم وتوسعه وانضمام فئات جديدة من ابناء الشعب الفلسطيني، وخاصة من ابناء الاجهزة الامنية والثوار في حركة فتح الذين يحملون النفس الثوري، مؤكدا ان المقاومة استطاعت بناء نفسها وبنيتها التحتية وبناء قاعدة صلبة في مناطق الضفة الغربية.”
اهمية جيوسياسية واستراتيجية لعملية الاغوار
وفيما يتعلق بالعملية التي شهدتها منطقة الاغوار مؤخرا، اكد الدالي على “الاهمية الجيوسياسية والاستراتيجية”، مشددا على أن “لهذه العملية تأثير على قوة الردع الصهيونية، وهو ما يعكس المزيد من التآكل والضعف لدى الكيان، اكثر منطقة امنية عسكرية يعتبرها العدو في قلب الصراع، ويؤكد في كل مرة انه لن ينسحب منها حتى ولو تم التوصل الى حلول سياسية، وبالتالي فإن لقيام المقاومة بتنفيذ عملية الاغوار، دلالات مهمة ورسائل تؤكد اشتداد ساعد المقاومة وامتداداها وان بامكانها تنفيذ العمليات والتمدد واصابة العدو بأكثر المناطق حساسية بالنسبة له، وتحويل ما كان يعتبره العدو نقاط قوة لديه الى نقاط ضعف، ما يؤكد ان المقاومة امام مرحلة ستكون بالتأكيد لصالح الشعب الفلسطيني وأن كل الاجراءات التي اتخذها العدو الصهيوني فشلت في تطويق الشعب الفلسطيني واضعاف مقاومته، رغم كسر العدو الصهيوني كل قواعد المواجهة من خلال القتل والتهويد في القدس والضفة وكل فلسطين”.
القسام تدير معركة غزة بأريحية وعينها على الضفة
كتائب القسام ورغم انشغالها بالحرب على غزة، الا انها وبحسب الدالي تولي اهتماما خاصا بموضوع الضفة الغربية وتطوير العمل المقاوم واسناده بالخبرات والاشراف والمتابعة، مضيفا لـ “العربي المستقل”: ان “عين المقاومة تراقب الضفة الغربية والعمق الصهيوني وتعلم ان تأثيرها اضعاف تأثير قطاع غزة، والعبوة هناك تعادل اضعاف العبوات بغزة، والعملية هناك ايضا تعادل اضعاف العمليات في قطاع غزة، لذلك فإنها تولي بها الاهتمام الخاص”، مشيرا الى ان تصريح كتائب القسام بان الضفة تعيش مرحلة مقاومة متمددة لا انتهاء لها، يؤكد ان القسام تدير معركتها بغزة بأريحية وعينها وامكانياتها موجهة الى الضفة لاهميتها الاستراتيجية في ارباك العدو وتشكيل الضغط عليه، وتحقيق انجازات مهمة على صعيد المقاومة، بالتالي فمن الواضح ان هذا الاهتمام سينعكس بشكل كبير على ميدان الضفة الغربية وعمليات المقاومة وتكتيكاتها والتصنيع العسكري، مؤكدا ان النتيجة ستكون مؤلمة وضاغطة على الاحتلال الصهيوني ما سيسرع من عملية الانسحاب من قطاع غزة ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني في حال كان هناك نجاحات على مستوى العمليات النوعية وزيادة خسائر العدو الاسرائيلي”.