ميسم بوتاري- العربي المستقل
بغارة صهيونية غادرة ارتقى فجر امس الاربعاء القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، شهيدًا على درب من سبق من القادة الشهداء، وستبقى كلماته لن نعترف بإسرائيل خالدة على مر التاريخ.
ورغم الحزن الذي عم فلسطين والعالم العربي والامة جمعاء على رحيل القائد هنية، الذي قال عنه أهل غزة أنه “رجل بأمة” و”كان رجل الوحدة”، تاكيدات على مواصلة الدرب والسير على خطى شهداء المقاومة وقادتها.
مُرّة: استشهاد هنية سيمنحنا المزيد من الصمود
وعن القائد هنية، أكد القيادي بحماس رأفت مُرّة، في حديث لـ”العربي المستقل”، أن هنية رمز وطني فلسطيني، وهو رمز على مستوى الامة ورمز عالمي لأنه يسعى من اجل الحرية والتحرير والعودة، معتبرا اقدام العدو الصهيوني على ارتكاب هذه الجريمة محاولة منه لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية بعدما فشل بشكل كبير جدا في تحقيق اي من الاهداف التي وضعها حين اعتدى على قطاع غزة في اكتوبر الماضي، مؤكدا ان المقاومة اليوم أقوى والشعب الفلسطيني أقوى والاحتلال الاسرائيلي فشل في تحقيق اهدافه طوال العشرة اشهر، واليوم الاحتلال فشل ايضا ويفشل ومهما ارتكب من مجازر ومن اعمال ارهابية فإنه يتصدع وينحدر نحو الهاوية .
وأضاف مُرّة: لو قرأنا معظم التصريحات الصهيونية، فإنها تؤكد ان الاحتلال انتهى وهذا الكيان ينهار، وبالتالي نحن ندرك ان استشهاد قائد بمستوى وقيمة “أبو العبد”، سيمنح الشعب الفلسطيني المزيد من الصمود ويمنح المقاومة المزيد من الاقدام من أجل التحرير والعودة.
وفي تعليق على شكل الرد المتوقع على اغتيال القائد هنية، قال مُرّة في تصريحه لـ”العربي المستقل”: “نحن مشروع مقاومة متواصل منذ 76 عاما وهو يقاوم، بالتالي المقاومة لن تتوقف، ودماء الشهداء تزيد هذه المقاومة وتعطيها زخما الى الامام، ومن الطبيعي والحتمي الرد على هذه الجريمة، ولكن شكل تحدده قيادة الحركة حسب ما تقتضي.
وعن مسار المفاوضات جدد مُرّة التأكيد على مسلمات حماس فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق، والتي تنص على وقف اطلاق النار والانسحاب الصهيوني من القطاع وبدء الاغاثة والاعمار وحرية انتقال المواطنين داخل مناطق القطاع، وانجاز عملية تبادل وازنة للأسرى، هذه الرؤية تتمسك بها حركة حماس، وأي محاولة اسرائيلية للتملق او للتهرب او لمحاولة تكسيب مكاسب سياسية بعدما فشل عسكريا لن يكتب لها النجاح.
الجبهة الديمقراطية: لتطبيق مخرجات بكين وفاءا للشهيد هنية
مسؤول إعلام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان أحمد سخنيني بدوره أكده لـ”العربي المستقل”، في تعليق على اغتيال القائد هنية، أن هذا قدر الشعوب دائما في انتزاع حقوقها ان تقدم أغلى التضحيات، مضيفا: “ابو العبد هو واحد من كوكبة من الشهداء في سبيل انجاز حقوقه، وتقرير مصيره”، متابعا: “ان الشعب الفلسطيني تآمرت عليه كل شعوب الارض وجردته من جميع حقوقه، فيما العدوان الصهيوني ما زال يمارس الارهاب، وثلة من رجالات العصابات ورجالات الارهاب يتحكمون بمصير الشعب الفلسطيني قتلا وتهجيرا واستيطانا وأسر وابادة جماعية على اكثر من 10 اشهر”.
سخنيني أكد في حديث لـ”العربي المستقل”، ان خسارة القائد هنية هو خسارة وطنية في جريمة سياسية مكتملة الاركان، اغتياله في ايران يمثل استهداف للسيادة الايرانية، ولكرامات الشعوب ونهج المقاومة الذي ينتهجه الشعب الفلسطيني وحاسم خياره بهذا المجال، مشيرا الى ان الوفاء للشهيد القائد وبقية الشهداء هو الاستمرار بالسير على خطاهم، وعقد اجتماع قيادي وطني عال لتطبيق مخرجات بكين لتوحيد الحالة السياسية والمعركة السياسية، لصون تضحيات هذا الشعب، وتحقيق انجازات وطنية تراكمية وحق تقرير المصير واقامة دولة فلسطينية، مشددا على ان المقاومة اثبتت انها قادرة دائما على التعامل مع مختلف الظروف وقادرة على الرد، وهو بالطبع متروك للمقاومة في الميدان التي تحدد التوقيت وكيفية الرد.