بعد خمسة وثلاثين عاما…أطفال غزة أطاحوا باتفاقات زعماء العالم

بعد خمسة وثلاثين عاما…أطفال غزة أطاحوا باتفاقات زعماء العالم

 

ميسم بوتاري- العربي المستقل

 

بين أشلاء الشهداء، ورائحة الموت، ودخان القنابل، يحمل اطفال غزة أكفانهم ينتقلون من مكان الى آخر، مع عائلاتهم الرحل بين مناطق القطاع، يبحثون عما اصطلح تسميته “مكان آمن”. أطفال يقعون ثم يقفون ثم يصارعون للبقاء على قيد الحياة، يودعون صديقا هنا، وزميل مقعد دراسي هناك. يحاولون بأجسادهم الهزيلة التي أجهدها الجوع وسوء التغذية، اختلاق فرصة للفرح، للنجاة، فيختنقون أكثر ويموتون.

في العام 2024 أي بعد خمسة وثلاثين عاما، من قطع زعماء العالم على أنفسهم التزاماً تاريخياً تجاه أطفال العالم، من خلال اعتمادهم اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وجعلها جزءاً من الاتفاق الدولي، وعلى الرغم مما نصّت عليه الإتفاقية وما لحقها من بروتوكولات في السنوات اللاحقة، أكدت على ضرورة حماية الاطفال اثناء الحروب، وعلى انه من حق الأطفال الحصول على الأكل والملابس ومكان آمن للعيش من أجل النمو بأفضل طريقة ممكنة، اضافة الى الحصول على أفضل رعاية صحية ممكنة ومياه نظيفة للشرب وطعام صحي وبيئة نظيفة وآمنة، وغيرها من البنود التي جاءت لتمنح الاطفال الحماية اللازمة في وجه كل ما يمكن ان يتعرضوا له، هناك في غزة الرازحة تحت وطأة عدوان صهيوني منذ 10 اشهر، لا اتفاقيات تطبق، ولا حقوق اطفال، ولا مجتمع دولي يحاسب.

إحصائية للجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، كشفت حجم الاجرام الصهيوني بحق الطفولة في غزة، مشيرة الى انه ومنذ بدء العدوان الصهيوني، استشهد 16122 طفلا وجرح 6168، فيما الملايين يعيشون اليوم تحت وطأة ويلات الحرب، يقبعون تحت القصف، لا لسبب الا لخوف العدو منهم عندما يكبرون، ولقتله اي بذور للمقاومة في المستقبل ولكنه عبثا يحاول.

العدو الصهيوني لم يكتف بقتل الأطفال، بل لجأ عمدا الى قتل الاجنة في بطون أمهاتهم، كما أن الخدّج وحديثى الولادة، لم يسلموا من آلة الحرب الصهيونية، فقد استشهد العشرات منهم داخل حضاناتهم بمستشفيات الشفاء والإندونيسي وغيرها ممن تعمد الإحتلال قصفها بشكل مباشر وبمبررات واهية، وإما بسبب نفاد الوقود والمياه والكهرباء، وتوقّف أجهزة الأكسجين فيها، هذا كله فضلا عن حرب التجويع وانعدام الاغذية التي أسفرت عن استشهاد آلاف الاطفال.

أطفال غزة الذين يشاهدون خذلان العالم، شاهدوا فراق أقرانهم وأسرهم، دُمرت بيوتهم وقصفت مدارسهم ومرافقهم الصحية وهجّروا من بيوتهم، وذاقوا مرارة النزوح مرات عديدة ولكنهم ما زالوا صامدين واثقين بالمقاومة التي لن تخذلهم مهما امعن العدو باجرامه.