ميسم بوتاري- العربي المستقل
تؤكد المقاومة الفلسطينية، على إحباط مشاريع كيان الاحتلال، وتشدد على ثباتها وتماسكها، ومنع كيان الاحتلال من تحقيق اي انجاز.
ووحول مستجدات التفاوض، ومسار الميدان، أكد مسؤول العلاقات الاعلامية لحركة المقاومة الاسلامية في حماس بلبنان محمود طه لـ” العربي المستقل”، انه بعد هذه الفترة الطويلة من العدوان وصمود ابناء الشعب الفلسطيني في غزة، وافشاله لمخططات العدو الصهيوني بتهجيره من قطاع غزة، يمكن التأكيد على أنّ العدو الصهيوني فشل في كل أهدافه ولم يستطع تحقيق أي إنجاز على أرض المعركة سوى ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية، فيما الشعب الفلسطيني صامد في أرضه، والمقاومة الفلسطينية صامدة وتكبّد العدو الصهيوني الخسائر في صفوف جنوده وتدمر آلياته وتوقع جنوده بكمائن بشكل يومي وهو ما يوثقّه الاعلام الحربي للمقاومة وتحديدا كتائب الشهيد عزالدين القسام.
وعن المشهد الانساني في القطاع، أكد طه أن المشهد مأساوي ومؤلم للغاية خصوصا مع إغلاق جميع المعابر، وتحديدا معبر رفح واحتلاله من قبل العدو مطلع الشهر الماضي ووقف امداد قطاع غزة من المساعدات الغذائية والطبية والوقود، بالتالي عادت الأوضاع لتصبح أكثر وحشية ولا انسانية بسبب النقص الحاد بالمواد الاساسية لسكان قطاع غزة وخصوصا الاطفال، الذين استشهد عدد منهم بسبب سوء التغذية، محملا العدو الصهيوني مسؤولية ذلك.
وأضاف أن “الشعب الفلسطيني ورغم المعاناة ورغم المأساة ورغم العدد الكبير من الشهداء والجرحى ما زال متمسكا بأرضه ولن يخرج منها الا شهيدا او منتصرا، وهذا شعار معظم ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وفيما يتعلق بالميدان، أكد طه أن “العدو ما زال مستمرا بعدوانه واجرامه والموقف الاميركي الداعم والمشارك ما زال ايضا مستمرا، ورغم تصريحات بعض المسؤولين الاميركيين بين الحين والآخر بالضغط للتوصل الى حل، الا ان هذا الكلام غير صحيح ولا صحة له على أرض الواقع من قبل الإدراة الأميركية الداعمة والمشاركة الى جانب العدو في حرب الإبادة الجماعية”.
وأكد طه أن المقاومة في وضع جيد، وهي تستبسل بصد العدوان في كل مناطق القطاع، وتوقع يوميا الخسائر في صفوف العدو، بالتالي يمكن القول أن المقاومة نجحت وانتصرت على المخطط الصهيوني بعد هذه الفترة الطويلة، رغم أن الارض الجغرافية لقطاع غزة معروفة ورغم الدعم الكبير للكيان، الا ان المقاومة ما زالت قوية وهي بوضع جيد جدا”.
وبخصوص رفح، اشار طه الى أن “العدو الصهيوني اجتاحها منذ السابع من الشهر الماضي، وما زال مسيطرا على معبر رفح، ويحتل المعبر رغم الاتفاقيات بين الجانب الصهيوني والجانب المصري، بأنه ممنوع على الجانب الصهيوني ان يدخل هذه المنطقة الا ان العدو الصهيوني لا يلتزم باتفاقيات وعهود ودائما ما ينقضها، لذلك فهو مستمر باغلاق معبر رفح وارتكابه المجازر بحق ابناء غزة والمحارق التي ارتكبها الشهر الماضي في منطقة تضم اكثر من مليون نازح، لجأوا اليها بعدما هجرهم العدو من ارضهم، في وقت ما والت تتعرض رفح للغارات والقصف والمجازر اليومية امام مرأى ومسمع العالم الذي لا يحرك ساكنا ولا يستطيع العالم والمجتمع الدولي فرض وقف لهذا العدوان”.
وفي سياق حديثه لـ “العربي المستقل”، لفت طه الى أن “العدو الاسرائيلي كان يريد من اجتياحه لرفح ان يخضع المقاومة لفرض مخططات جديدة عليها وبالتأكيد فشل في ذلك، ولم ترضخ ولم تستسلم ولم يرفع ابناء غزة الراية البيضاء، وانما تكبد العدو الخسائر في رفح وغرق في رمال غزة، بالتالي رفح صامدة والعدو الصهيوني فشل في رفح ولم يستطع تحقيق اي انجاز، وبدل ان يقضي على المقاومة ها هي المقاومة تكمل بتلقين العدو المزيد من الخسائر في كل مناطق قطاع غزة وتعمل بقوة أكبر، وشهيد جباليا منذ أيام خير دليل على قوة المقاومة، ومبادرتها بمباغتة العدو، وبالتالي مسلسل فشل العدو لم يتوقف، ونهاية الحرب ستؤدي الى فشل حكومة نتنياهو وذهاب الاخير اما الى بيته او الى السجن”.
وأكد طه أن “موقف حركة حماس مما يجري واضح بينما الاسرائيلي يبحث عن اليوم التالي ما بعد الحرب وهو حتى اليوم لم يجد إجابة”.
وفيما يتعلق بالمفاوضات، اشار طه في حديثه لـ “العربي المستقل” الى انه في الخامس من الشهر الماضي قدم الوسطاء ورقة لقيادة حركة حماس والفصائل الفلسطينية، في اليوم التالي ردت المقاومة على هذه الورقة بالقبول والايجاب، الا ان العدو الصهيوني وحتى اليوم لم يرد على هذه الورقة ورفضها رفضا كاملا، وهو يواصل عدوانه واجرامه، العدو يريد الاستمرار بعدوانه ونحن بحركة حماس ابدينا موقفنا وقلنا ان الاسرائيلي لا يريد ايقاف العدوان وان الكرة بملعبه.”
واضاف: موقفنا واضح ودقيق ومفصل ومعلن، المشكلة هي لدى الجانب الاسرائيلي. قيادة الحركة اعلنت مرارا انه لا يمكن الموافقة على اي اتفاق لا يؤمن وقفا نهائيا للعدوان، وننتظر موقف واضح من العدو الاسرائيلي بشأن الورقة التي اطلقها الرئيس الاميركي جو بايدن مؤخرا والوقف الدائم لاطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة.
وأشار الى ان “العدو لا يريد الا اتفاقا من مرحلة واحدة يستعيد فيها اسراه جميعا ثم يستأنف العدوان والحرب، وبالتالي من دون موقف واضح ورسمي من قبل الكيان الصهيوني باستعداده لوقف دائم للعدوان والانسحاب من غزة لن يكون هناك اي اتفاق”، وتابع “حجم الخلافات داخل الكيان الصهيوني حول الصفقة وتغيرات المنطقة التي ليست في صالح العدو والادارة الاميركية”.
وطالب مسؤول العلاقات الاعلامية لحماس بلبنان محمود طه “كل الدول العربية بتغيير موقفها المتخاذل والمتواطئ”، معتبرا أن “على مصر الضغط على الاحتلال لإنهاء احتلاله معبر رفح وإعادة فتحه أمام حركة ادخال المساعدات خصوصا في ظل الوضع المزري في رفح” .