رائحة الموت تنبعث من أرجائه.. مجمع الشفاء الطبي في غزة لم يعد للشفاء

رائحة الموت تنبعث من أرجائه.. مجمع الشفاء الطبي في غزة لم يعد للشفاء..

عضو لجنة الطوارئ الصحية في مستشفى الشفاء يصف الوضع لـ “العربي المستقل”

 

ميسم بوتاري- العربي المستقل

 

بعد أسبوعين على إقتحامه، إنسحبت قوات العدو الصهيوني من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة الذي يرزح تحت وطأة عدوان متواصل منذ أكثر من نصف عام، تاركاً وراءه مئات الشهداء والجرحى والمفقودين، ومحوّلا المجمع الطبي الى مجموعة مباني، حرقها ودمّرها وصب جام كراهيّته فيها، ليخرج أهم واكبر المستشفيات الطبيّة في فلسطين ككلّ عن الخدمة.

وفي نبذة عن المجمع لا بد من الإشارة الى أنه “يحتوي 750 سريراً، وفيه أكبر عدد من أقسام الحضانة في القطاع، وأكبر عدد من غرف العمليات حيث كان يضم 26 غرفة، وفيه اكبر قسم للاستقبال والطوارئ بقدرة استيعابية تصل الى 200 سرير، وفيه جميع الأقسام التخصصية من الجراحات المختلفة، انما اليوم، فقد بات مجرد مبان عاجزة حتى عن إيواء النازحين.

وللاطلاع على الوضع في مجمع الشفاء الطبي، بعد انسحاب قوات الاحتلال منه، كان لـ “العربي المستقل” مقابلة مع عضو لجنة الطوارئ الصحية في مجمع الشفاء في غزة الدكتور معتصم صلاح، الذي قال “بعد إنسحاب قوات الاحتلال من مجمع الشفاء الطبي تفاجأنا بحجم الكارثة الإنسانية التي ارتكبها هذا الاحتلال المجرم بحق المجمع، وبحق المنظومة الصحية والمواطنين بقطاع غزة، مؤكدا أن “مجمع الشفاء الطبي، لم يعد مجمعا للشفاء، فرائحة الموت تنبعث من كل أرجائه”.

 

أكثر من 500 شهيد

وبحسب صلاح “لا يمكن حصر أعداد الشهداء، لأنها دفنت بمقابر جماعية، بعد إخراج جثث قتلهم العدو داخل المجمع، إضافة الى الشهداء المفقودين تحت الأنقاض حول محيط المجمع، في ظل غياب أي إمكانيات لانتشال الجثث، بالتالي لا أرقام دقيقة، لكن التقديرات تشير الى ارتقاء أكثر من خمسمئة شهيد في حصيلة سترتفع بالتأكيد، خصوصا وأننا في المجمع استقدمنا جرافات لحفر المقابر واستخراج الجثث لنتمكن من حصر العدد الدقيق للشهداء”.

 

أعداد كبيرة من المفقودين

صلاح أشار في حديثه لـ “العربي المستقل”، الى أن “هناك عدداً كبيرا جدا من المفقودين، الذين تم اعتقالهم غير معروفي المصير، وهناك معلومات عن اعتقال أكثر من اثنين واربعين من الطواقم الصحية، بحاجة الى التحقق، في ظل عدم اعتراف العدوان، بما ارتكب، كما استشهد أربعة من الطاقم الطبي وهم اخصائي التجميل الدكتور أحمد المقاضمة ومدير دائرة الصيدلة في مجمع الشفاء محمد النونو، ومدير دائرة الهندسة والصيانة المهندس بهاء الكيلاني، ومشرف المختبر خليل صلاح، أعدمتهم قوات الاحتلال في المجمع ومحيطه أثناء الاقتحام”.

أما فيما يتعلق بموضوع النازحين، أكد الدكتور صلاح انه عند دخولهم الى المجمع بعد انسحاب قوات الاحتلال منه، قام كيان الاحتلال خلال الاقتحام باخراج الغالبية منهم الى جنوب قطاع غزة، فيما تبقى في المستشفى 107 من الجرحى بحالة صحية مذرية كانوا محتجزين في أحد المباني القديمة المتهالكة التي كانت تستخدم لبعض الاعمال الادارية وكمخزن، تركوا لمدة 14 يوما من دون علاج وطعام وماء، وفي وضع إنساني مأساوي، كما وجدنا 16 شخصا من جنوب قطاع غزة معتقلين ومكبلي الايدي.

 

مجمع الشفاء لم يعد لعلاج المرضى

وعن التدمير الذي طال المجمع الطبي، الذي يشمل عشرة مقرات وعشرة مباني، منها ثلاث مستشفيات رئيسية، قال صلاح:

– مستشفى الجراحة التخصصي، تم حرقه وتدميره بالكامل

– مستشفى الجراحة والطوارئ ايضا تم حرقه بالكامل

– مستشفى الولادة والحضانة تم حرقه

 

وعن المباني التي طالتها نيران الحقد الصهيونية:

– مبنى الصبرية والأمراض الباطنية تم احراقه بالكامل

– مبنى الحروق الوحيد المتخصص على قطاع غزة تم تدميره بالكامل

– مبنى العيادات الخارجية والادارة تم احراقه وتدميره بالكامل

– مبنى الهندسة والصيانة تم حرقه

– مبنى الباثولوجي لفحص عينات الاورام تم تدميره

– مبنى الامير نايف للأورام تم احراقه ايضا

و تابع الدكتور صلاح، “ما تبقى من مبان لم تعد صالحة للعمل، والتي بعد إحراقها بشكل كامل ومتعمد وبإصرار على تدمير واخراج مجمع الشفاء الطبي بالكامل عن الخدمة”.

هذه هي الصورة اذا في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، والذي كان يستقبل المرضى والجرحى على مستوى قطاع غزة، بعد انسحاب قوات الاحتلال منه، لبيقى شاهدا على وحشية هذا العالم المتخاذل والمتفرج، والمسهّل لاستهداف المستشفيات، والطوقم الطبية، والمرضى.