ميسم بوتاري- العربي المستقل
مع تزايد الحديث الصهيوني عن النية باجتياح منطقة رفح جنوبي قطاع غزة، وسط تخوّف بين النازحين المتواجدين فيها والذين تجاوز عددهم المليون ونصف نازح بحسب الاحصاءات الرسمية، فيما غير المسجلين قد يرفعون العدد الى ما يقارب المليونين، حالة من الهرج والمرج والخوف سادت صفوف المتواجدين فيها خصوصا الأطفال منهم، الذين هجروا بمعظمهم من مناطق الشمال، لتلحق بهم آلة القتل الصهيونية، مختلقة القصة تلو الاخرى عن عمليات لتحرير اسراها، والتي كان احدثها تلك التي اطلقت عليها اسم اليد الذهبية، التي اشارت خلالها الى تحرير اثنين منهم.
مصادر خاصة من رفح، أشارت الى ان “العدو الصهيوني استهدف ليل الاحد- الاثنين 16 منزلا و3 مساجد، راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى، ليحرر اسيرين معتقلين لدى احد المواطنين الذين نزحوا من خانيونس، وبحسب المصادر، فإن اطراف رفح من الناحية الشمالية على الحدود مع خانيونس هي عبارة عن اراضي زراعية فيها بيوت متفرقة.
ولا بد من الاشارة الى أنه في السابع من اكتوبر لم تقتصر عملية الاسر على قوى المقاومة لأن الحدود كانت مفتوحة وكان الصهاينة من المدنيين يدخلون الى غزة، فاعتقل احد الفلسطيننين من خانيونس الاسيرين الصهيونيين “المحررين” بالعملية على رفح، وعند نزوحه اصطحبهما معه، وبما ان العدو قريب من المناطق الزراعية الشمالية التي تحد خانيونس والتي تشهد عمليات عسكرية وبما ان محتجز الاسيرين مدني لا يملك وسائل حماية ولم يبلغ المقاومة عن احتجازه لأسرى، واثر اتصال هاتفي تمكن العدو من اكتشاف معلومات تتعلق بالاسيرين والوصول الى مكانهما.
وعلى الرغم من تأكيد المصادر ان العملية العسكرية هذه معقدة جدا وتمت بالاشتراك بين الجيش الصهيوني والشاباك وشرطة العدو، وانجزت تحت غطاء جوي وتغطية نارية كثيفة، اشارت المصادر الى ان موضوع اجتياح رفح معقد جدا بالنسبة للعدو لعدة اعتبارات، اولها ان في رفح اكثر من نصف سكان غزة، اغلبهم على الحدود الفلسطينية المصرية، اضافة الى ان مصر هددت الكيان الصهيوني من انه في حال اجتياح رفح، فهي ستكون بحل من معاهدة السلام، اضف الى تحذيرات اميركا والامم المتحدة ومنظمات حقوقية ودول عربية واسلامية من اجتياح منطقة تضم في ميلومتر واحد حوالي 27 الف شخص، ما سيؤدي الى مجازر واعداد من الشهداء والجرحى لا يمكن تصوره.
وبما ان العدو عاجز عن التعامل مع النازحين، فإن ذلك سيبقى عائقا امامه للقيام بعملية في رفح، الا ان العدو المجرم قد لا يردعه رادع ولكنه حتى ولو حاول القيام بالاجتياح فسيجد المقاومة له بالمرصاد، وسيتكبد المزيد من الخسائر بصفوف جنوده وترسانته العسكرية.