فاطمة الدر _ العربي المستقل
أغمض عينيك ما شئت لكن لا تكن جاهلًا أعمى يكفيك أنك صامت ترى… ابحث عن إحصائيات وحقائق ومشاهد حيّة لا محرّفة.
بالطبع جميعنا سمعنا تأويلات العدو وصحفييه حول كذبة أن حماس تقطع رؤوس الأطفال، البدعة التي أطلقها وبدأ بترويجها دايفيد بن صهيون وهو مستوطن متطرف في جيش الإحتلال الإسرائيلي يناشد في مسح البلاد العربية وقتل جميع الفلسطينيين. هذه التُّرَّهة التي أخذت تتداولها وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية وناشطون ومشاهير حتى أنّها ذُكِرت على لسان جو بايدن الذي أكد أنه رآها وحال لسانه كحال لسان مراسلة الشرق الأوسط في صحيفة “ The independent “ البريطانية بيل ترو التي أخذت على عاتقها أن تشهد بما لم تره وتدعي أنها تراه.
لتأتي بعد ذلك مجموعة من الصحف والصحفيين الذين تحرّوا وأثبتوا عدم صحّة ما تم اختلاقه لتبدأ عمليّة الترقيع ب ” سمعنا” ولم نرَ وما شابهها من جملٍ لتبرير الكذبة ومصدرها حتّى البيت الأبيض تراجع عن قول بايدن في هذا السياق فهو كسواه سمع ولم يرَ، ومن أين له أن يرى ما لا يحدث أساسًا.
ما يجري من تهافت الناس الذين لا يعلمون شيئًا عن القضية ما هو إلّا خطة ممنهجة من العدو لعلمه بقوّة الكلمة وتأثيرها وكيف أنّ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هو السلاح الأقوى في عالمنا الحالي وسيرًا منهم على مبدأ وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز الذي قال: إذا كررت الكذبة أكثر فأكثر ستصبح حقيقة.
والعدو يعمل اليوم على تعزيز جبهته الدعائية أي Propaganda وهي نشر المعلومات بطريقة موجهة أحادية المنظور لتوجيه مجموعة مركزة من الرسائل بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص وهذا ما يكاد ينجح به العدو غربيّاً لو لم يتسارع إعلامنا لدحض هذه الأكاذيب وإثباته بالصوت والصورة جرائم العدو التي يرتكبها ويرميها بلا خجل على أنها مجازر تقام عليه لا به وهذا شيء لا يقبله منطق ولا عقل فإن كنت ترى فظاعة وبشاعة ما تفعله يداك أقلّ ما يمكنك فعله هو ستره لا استخدامه ذريعة وربما هذا حدود نظره أو أنه إيمانًا منه بمدى قدرته على تشويه الحقيقة وتصديق الغرب له دون أدنى شك.
وليكتمل المشهد الذي يصوره العدو الصهيوني لا ريب من إيقافه أصوات العرب المناهضين المدافعين عن القضية الإنسانية بمساعدة كبرى شركات التواصل التي تجرّم صوت الحق قدر استطاعتها، لكن ما لا يمكن غض الطرف عنه هو المجزرة التي حصلت منذ قليل على الحدود اللبنانية الفلسطينية والتي أودت بحياة الصحفي عصام عبدالله الذي ارتقى شهيدًا وهو ينقل صوت الحق ويبث الصورة إلى جانب زملائه الذين أصيب منهم ثلاثة أيضًا والتي لن يستطيع الصهيوني تشويهها ما دام صحفيينا جميعهم عصام عبدالله ويبقى السؤال أين هي منظمات حقوق الإنسان والقانون الدولي مما يجري؟