إبراهيم درويش-العربي المستقل
بعيدا من لغة الأرقام، ومن سجّل عدد اهداف أكبر في مرمى الفريق الثاني… بينما البلد في دوري الدرجة الرابعة ويبحث عن موارد تمنع عنه شبح الافلاس والتفكك… يتفاعل الانقسام اللبناني، ويتفاخر اللبنانيون اللاهثون خلف أمل من سراب، بأرقام هي أعجز من أن تستحيل أوراقا نقدية، تغطي نفقة المحروقات، واشتراك المولد الكهربائي، وفاتورة الاستشفاء، والصيدلية، وأبسط اللوازم الحياتية اليومية، وهي بطبيعة الحال، لا يمكن ادخارها، حتى أيلول، لخفت صراخ الأهالي العاجزين عن دفع أقساط مدارس، باتت بالفريش دولار، وثمن أضعاف موظفي القطاع العام، وبعض موظفي القطاع الخاص.
وعلى ايقاع الإنقسام ، والاختلاف والنكايات، تصبح معلومة كتلك التي نشرها وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار مشكورا على عدم المناورة والمراوغة وعدم تلطيه خلف الحقائق، حول رفض الدول الاوروبية عودة النازحين، عصية على العبور الى مسامع لاعبي السياسة، ويتواصل التعنّت في عدم الحوار مع سوريا، بعكس المجريات في المنطقة، وتخصيب قنبلة اجتماعية- اقتصادية-ديموغرافية، مستقبليا قد لا تبقي ولا تذر، وسيصعب معالجتها.
يوم استبشر وتوسم بعض اللبنانيين خيرا، بنكهة جديدة تخرق الستاتيكو السياسي القائم، خرج البعض، محاولا اقناعهم، بأن كسر حلقة النظام القائم في البلد، يكون عبر خيار أوحد، بشخصية بعيدا عن التقييم الشخصي لها، هو جزء من السياسات والهندسات، التي رسمت مسار البلد، حتى تاريخه، لنكون امام خلاصة “محكوم على هذا الوطن، أن يبقى رهينة الحلقة ذاتها، والسياسات ذاتها، واجترار المجرّب”…