ابراهيم درويش- العربي المستقل
حال جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة كحال سابقاتها، نتيجة معروفة سلفاً، وفرصة متاحة أمام الظرفاء، لكي يثبتوا عدم أهليّتهم في الوصول الى الندوة البرلمانيّة، وكيف يتفنّنون في الإستهتار بأصوات منتخبين، هم أيضا، كانوا قد قرّروا مسبقا، الا يعطوا أيّ قيمة لأصواتهم.
في جلسة مجلس النواب، نواب يقررون أن يسقطوا ورقة بيضاء، آخرون يختارون مرشّحا في جلسة، ثم يستبدلونه في جلسة أخرى، آخرون يعصرون أدمغتهم جيدا، لكي يتفننوا في اختيار شخصية تشبه مستوى تطلعاتهم، كاسقاط اسم ميلاد ابو ملهب في صندوق انتخاب رئيس للجمهورية. لما الاستغراب، وهناك من يرى في ابو ملهب رئيسا! فسابقا كان هناك من يرغب في أن تقوده كلينك، ويسلّمها إدارة البلاد.
قد يعتبر البعض الحديث عن الأسماء المختارة تفصيلا، ما دام المشهد العام يشي بأن طبخة الرئاسة لم تنضج بعد، ولم توضع في الأصل على النار، لا بل هي لم تٌخرج من الثلاجة، انما الأمر هنا، يعبّر عن الذهنيّة الموجودة في تنصّل كثيرين من المسؤولية، حتى تلك التي يمكن أن يعلبوها في إطار الهوامش الضيقة المتاحة التي يمكن أن تحدّ من حجم الانهيار، أو في الحدّ الأدنى تشعر المواطن بأنه لا يدفع الفاتور وحيدا، وهو ما يفسّر الاتفاق الضمني غير المباشر، على أنّ الوقت لم يستوجب حتى تاريخه إطلاق خطة طوارئ عاجلة، في ملفّي الحكومة ورئاسة الجمهوريّة، بانتظار التحوّلات الخارجيّة، والتي حتى اللحظة، وبحسب المصادر المتابعة، بلا أي افق جدّي.
مهما حاول فولكلور الجلسات، أن يحافظ على صورة النواب يقترعون بحرية وديموقراطية، فالجميع يدرك، بأن هذا الاستحقاق، لا يمكن ان يمرّ، من دون مباركة، أو حتى رعاية دوليّة. وهذا ما يشرحه تمرير جلسة الوزراء الاخيرة، على رغم تباين الموقف منها، وما ارخته بشكل خاص على العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ليؤكد انعقاد الجلسة أنّ الترقيع مستمّر، بانتظار تسوية ما او مخرج ما، لا زال البحث يدور حولهما، فيما إذا كان يجب أن يحصلا عبر تيّار بارد، او عبر تيّار بارد، يستوجب عمليّة جراحية سريعة، وهذا لن يكون الا بالاعتراف الصريح بأن هذا النظام، بات أعجز من أن يشكّل ركيزة حكم في هذا البلد، لكن هذا الإعلان دونه عواقب قد تكون كارثيّة، الا في حال تبلورت هويّة الدولة الراعية، او مجموعة الدّول التي سترعى اتفاقاً جديداً، أو تتكفلُ بتقديم ضمانات جوهريّة لفرقاء الانقسام في لبنان بارتطباتاتهم وتحالفاتهم، وإما قد نكون امام خطوة، تخلط الاوراق داخليّا، وتكسر الستاتيكو القائم في أكثر من معادلة في البلد، وهنا يبدأ البحث الجدّي حول اسم يحظى بفرصة جديّة للوصول الى سدة الرئاسة، بمقبوليّة داخليّة مقبولة، من دون أن تستفزّ الخارج، وهنا يجب السؤال عن “الخطة ب” في جعبة حزب الله.