الضغط هنا!
بقلم فادي حسين عبيد
يصيب القاتل الصامت حوالي 972 مليون شخص حول العالم، ويتوقع أن يعاني منه 29% من البشر بحلول عام 2025، وهو نفسه الذي يتسبب بحوالي 7 مليون وفاة سنوياً بسبب المضاعفات الخطيرة على مختلف أعضاء الجسم.
عرفت منظمة الصحة العالمية “الضغط” بأنه القوة التي يمارسها الدم ضد جدران شرايين الجسم وهي الأوعية الدموية الرئيسية. ويكتب الضغط على شكل رقمين الأول وهو الانقباضي – أي عندما ينقبض القلب – والانبساطي أي عندما يرتاح القلب بعد الانقباض.
يعتبر الضغط مرتفعاً إذا كانت قراءات الدم أكثر من 140\90 في أكثر من مرة ولأكثر من يوم، ويصنف الضغط للبالغين ابتداء من عمر ال 18 على النحو التالي:
1-الضغط الطبيعي 120\80 أو أقل.
2-ما قبل مرحلة الضغط 120-139\80-89.
3-مرحلة الضغط الأولى 140-159\90-99.
4-مرحلة الضغط الثانية أكثر من 160\100.
ممكن أن يكون ارتفاع الضغط أوليا أي نتيجة لأسباب بيئية أو وراثية، أو ثانويا بسبب أمراض الكلى أو أمراض الأوعية الدموية والغدد الصماء.
لذا يجب أن يتم قياس ضغط الدم بدقة بحيث يرتاح المريض لمدة 5 إلى 10 دقائق وتكون اليد على مستوى القلب ويفضل عدم تناول المنبهات لبضعة ساعات كالقهوة أو مشروبات الطاقة قبيل القياس.
ونشير إلى أنه لا بد من أخذ التاريخ الطبي وإجراء فحص سريري للمريض بالإضافة إلى فحوصات مخبرية روتينية وتخطيط للقلب وجهاز مراقبة الضغط المنزلي.
يسمى ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت، لأنه قد لا يعطي أي إشارات أو عوارض معينة، لهذا يجب قياس الضغط بشكل دوري، وقد تشمل الأعراض الصداع في الصباح الباكر، نزيف من الأنف، عدم انتظام ضربات القلب، غباش في الرؤية، طنين في الأذن، وفي حالة الارتفاع الشديد قد يسبب الغثيان والتعب والقلق وآلام في الصدر.
تعد مضاعفات ارتفاع ضغط الدم لفترة طويلة خطرة للغاية في حال عدم التشخيص أو الارتفاع غير المنضبط، وتشمل تصلب الشرايين ما يقلل من تدفق الدم وبالتالي الأوكسجين إلى القلب ما يؤدي إلى ألم في الصدر واحتمال الذبحة الصدرية. أيضا فشل القلب بسبب عدم قدرته على ضخ الدم والأوكسجين لأعضاء الجسم وبالتالي تلفها.
هذا ويمكن أن يشكل ارتفاع الضغط الحاد انفجاراً في بعض الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالدم والأوكسجين وبالتالي تحدث السكتة الدماغية، وقد يحدث تلفا كلويا بسبب ارتفاع الضغط ما يؤدي إلى فشل الكليتين في إتمام وظائفها.
لهذا فإن الحفاظ على ضغط دم ضمن المستويات الطبيعية يمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية ويحافظ على صحة الكلى من التلف، بالإضافة إلى بعض الممارسات الصحية كالتقليل من تناول الملح بأقل من 5 غرامات يوميا، والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه، وتجنب التدخين وتناول الكحوليات، والحد من تناول الدهون وممارسة الرياضة بشكل منتظم.
عندما يتم التشخيص بضغط الدم هناك العديد من الأدوية حسب الحالة للحفاظ على الضغط ضمن المعدل الطبيعي وقد تحتاج بعض الحالات لأكثر من دواء. ولا بد من الإضاءة على أن تخفيف الوزن الذي أثبت فعالية في نزول الضغط إلى مستويات أقل وقد يكون في بعض الحالات علاجا للضغط، بالإضافة إلى تقليل التوتر وإدارته.
ويعتبر تشخيص الضغط الخطوة الأولى في مسار السيطرة عليه وقطع الطريق أمامه من الفتك بالجسم، أما السيطرة عليه تكون بانتظام المريض في أخذ الدواء في أوقاته والمراجعة الدورية مع الطبيب للتأكد من فعالية الخطة العلاجية وتغيير في نمط الحياة نحو نمط صحي لصحة أفضل.