الحرب في المنطقة

لا معادلات حسابيّة ثابتة في موضوع الحرب، الأمر مرهون بالمتغيّرات، بانسداد القنوات الدبلوماسيّة، بتقدير خاطئ، برهان غير صائب، بالحسابات الاستراتيجية، بأن تصبح المواجهة هي القدر الحتمي في ملف الأمن القومي.

العقلانيّة تصل بنا الى استبعاد فرضية أي نشاط عسكري في المنطقة، لكن تقاطع المشهد المحلي-الإقليمي-الدّولي، يجعل خيار الحرب في المنطقة غير مستبعد.

تستهوي الجمهور، ردات الفعل البطوليّة، إنتفاضة البطل في ردة فعل مباغتة، فيما، يحسب اللاعبون حساباتهم بميزان الذهب، ويضعون على الطاولة، مختلف الخيارات ونتائجها القريبة والبعيدة.

وفي معرض البحث في خيارات الحرب والسلم يصبح لزاما، استعراض مجموعة من العوامل التي تدخل في حساب حصول الحرب من عدمها:

– الحاجة الغربيّة الى غاز الشرق الأوسط كبديل عن الغاز الروسي.

– ضرورة أن يترافق إستخراج الغاز مع هدوء وإستقرارعسكري وأمني.

– أنّ الاستقرار الامني والعسكري يتحقق من 3 بوابات:

* مفاوضات وإتفاق على نقاط واضحة وثابتة

* أو حرب تفرز خاسرا ومنتصرا أو إتفاقا على مجموعة نقاط كان أحد الأطراف يرفض الاتفاق عليها قبل الحرب.

* حالة من الستاتيكو والتوازن العسكري يكفلان عدم الانزلاق الى توتر عسكري غير محسو، يراعي هوامش الحرب.

بالنسبة الى المفاوضات، فهي لا يمكن إلّا أن ترتكز الى عوامل قوّة لدى فريقي التفاوض، والمناورة لكسر الجمود القائم، بما قد يشتملان على الجنوح الى التصعيد.

أما بالنسبة الى الستاتيكو، فلم يعد خافيا أنّه مع متغيّرات التطورات بين روسيا واوكرانيا والغرب تحديدا، لاحياة لهذا الستاتيكو، وبات العالم يسير على إيقاع مختلف، وفرض الغاز نفسه لاعبا على طاولة المتغيرات.

– تنامي قدرة المحور العسكرية الذي يدرك كيان الاحتلال، انه سيكون جزءا من المواجهة في حال فتحت.

– معادلة الردع التي أرستها الفصائل الفلسطينية في سيف القدس، وتجنّب الجيش الاسرائيلي الدخول في مواجهة برية مع الفصائل الفلسطينية

-العمليات التي تسارعت مؤخرا في أراضي ال 48 المحتلة، وتسبب بحالة من انعدام الشعور بالامن في الداخل المحتل.

– لعنة العقد الثامن والمخاوف اليهودية على الكيان الاسرائيلي، في العمر ال 74 للكيان.

– فشل كيان الاحتلال، في إحداث متغيّر عسكري منذ عام 2006، يمكنّه من تغيير في قواعد المواجهة مع حزب الله.

– الاستهداف الاسرائيلي المستمر للأراضي السورية، ولا سيما الاستهداف الاخير لمطار دمشق الدولي، بما شكل من تجاوز اسرائيلي للخطوط الحمراء، وشكل محط بحث روسي- سوري.

– المخاوف الاسرائيلية من إتمام الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، بما قد ينعكس سلبا على الكيان الاسرائيلي، بما له من دور وظيفي في هذه المنطقة.

– أهمية الغاز بالنسبة للبنان، في ظل الإنهيار الاقتصادي الحالي، بما لا ينفصل عن الاهمية الاستراتيجة المرتبطة بالحاجة الاوروبية الى هذا الغاز،في منطقة غير متوترة.

– الدور الروسي في المنطقة، ومصلحة روسيا في استخراج غاز المتوسط ليشكل بديلا عن غازها، الى اوروبا، وخسارتها واحة من اهم اوراقها الضاغطة.

ما ورد اعلاه عوامل متداخلة متشاكبة، ومتتناقضة، قد تدفع بالحرب بعيدا، وقد تجعلها قاب قوسين أو أدنى، مع الإشارة الى ان المعلومات الأمنية والعسكرية، سجلت ومنذ وصول باخر التنقيب ENERGEAN POWER، مستوى متقدّم من الجهوزية.

خلاصة الامر، ان في النزاع لا مسار محدد، حتى بين أكثر المتخاصمين حكمة