صمامات أمان القلوب… لا ترهقها

فادي حسين عبيد- العربي المستقل

تتربع أمراض القلب والشرايين صدارة الوفيات حول العالم، بحيث بلغت أعدادها 18 مليون حالة وفاة بحسب منظمة الصحة العالمية عام 2019، أي بنسبة 32% من مجمل الوفيات.

وبرغم ذلك فإنك تستطيع من خلال الممارسات الصحية كالتوقف عن التدخين والكحول وتجنب الأكل غير الصحي والبدانة وممارسة الرياضة من الحد من الإصابة به بشكل كبير.

أما فيما يتعلق بأمراض صمامات القلب فقد بلغت نسبة الوفيات في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 27000 حالة وفاة عام 2017.

تحدث أمراض صمامات القلب عندما يتلف أو يمرض صمام واحد أو أكثر فيفشل في أداء وظيفته بشكل طبيعي.

يحتوي القلب على 4 صمامات عادة ما تحافظ على انسياب وتدفق الدم بشكل سليم وفي الاتجاه الصحيح، يحدث في حالة مرض الصمامات أن يمرض الصمام نفسه أو تفشل وريقات الصمامات في الإغلاق بشكل صحيح ما يؤدي إلى تسرب الدم بشكل معاكس فيمنع دورة الدم الطبيعية من القلب إلى بقية أعضاء الجسم.

تعتمد استراتيجية علاج أمراض صمامات القلب على نوع الصمام المصاب وشدته، فتبدأ الخيارات من مراقبة الصمام بشكل دوري إلى خيار الجراحة أي بترميم الصمام أو استبداله.

تختلف الأعراض بين شخص وآخر، فقد تظهر على بعض المصابين، بينما قد لا تظهر مع البعض الآخر لعدة سنوات. وتشمل العوارض صوت نفخة القلب الذي يسمعه الطبيب عند الكشف السريري بسماعته الطبية، ألم في الصدر، ضيق في النفس عند ممارسة نشاط ما أو عند الاستلقاء، أيضا تورم في الكاحلين أو القدمين، دوخة

او إغماء، وعدم انتظام ضربات القلب.

جراحة صمام القلب - Mayo Clinic (مايو كلينك)ما هو صمام القلب | المرسال

قد تكون أمراض الصمامات خلقية أي موجودة عند الولادة، ويمكن أن تحدث لأسباب متعددة كالعدوى البكتيرية أو بسبب أمراض أخرى في القلب. وتشمل مشاكل صمام القلب التالي:

أولا عندما لا تغلق وريقات الصمام بشكل صحيح ما يؤدي إلى ارتجاع الدم في القلب إلى الوراء بعكس الاتجاه الطبيعي.

ثانيا عندما تصبح وريقات الصمام سميكة أو قاسية تؤدي إلى تضيق في فتحة الصمام وبالتالي تنخفض نسبة وصول الدم إلى القلب من خلال الصمام.

ثالثا في حال عدم تشكل الصمام قد تنمو أنسجة صلبة تمنع تدفق الدم بين غرف القلب بشكل سليم.

رابعا تتلف الصمامات بسبب الحمى الروماتيزمية وهي حالة تظهر بسبب عدوى معينة لم تتلق المعالجة بشكل كاف، عادة ما تبدأ بشكل التهاب في الحلق أو اللوزتين.

عوامل الخطر كثيرة في هذا الصدد أولها التاريخ المرضي والوراثي، ويعتبر التقدم بالسن عاملاً مساعداً، في حين تعد الاصابات السابقة بالنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكري والكوليسترول

وأمراض القلب الخلقية عوامل تزيد من احتمالية الاصابة بامراض القلب وصماماته.

تعد مضاعفات أمراض الصمامات خطرة للغاية وقد تؤدي الى قصور في القلب، أو الإصابة بجلطات دماغية أو في الدم، كذلك قد تُحدث حالة من انعدام انتظام ضربات القلب والوفاة.

تبدأ رحلة التشخيص بالفحص السريري والإستماع إلى القلب عبر السماعة الطبية، ثم صورة صدى القلب (إيكو) التي تُظهر كيفية وكفاءة عمل الصمامات، وتخطيط القلب الكهربائي للتحقق من كهرباء القلب.

بينما تُظهر الأشعة السينية للصدر إذا كان القلب متضخما وتحدد أيضا حالة الرئتين. أما الرنين المغناطيسي للقلب فإنه يعطي صور مفصلة عن القلب وتقييم غرف القلب ووظائفها بشكل فائق الدقة.

ويساعد فحص جهد القلب على قياس نسبة تحمل القلب ومدى استجابته للمجهود البدني، أما إذا كنت لا تستطيع ممارسة الرياضة فقد تعطى أدوية تحاكي تأثير التمارين الرياضية على قلبك. وأخيرا قد تُجرى للمريض قسطرة القلب في حال لم تكن الاختبارات الأخرى قادرة على تشخيص الحالة أو تحديد مدى شدتها.

تعتمد أمراض صمامات القلب على العوارض التي تظهر على المريض، مدى شدتها وسوء تطورها. بحيث يقوم طبيب القلب بتوفير الرعاية الصحية من خلال مراقبة الحالة من خلال زيارات متتابعة يتخللها الطلب من المريض تغيير نمط الحياة نحو ممارسات صحية، تناول ادوية معينة بينها مسيلات الدم لتقليل خطر الإصابة بجلطات الدم في حال كان إيقاع القلب غير منتظم بما يسمى الرجفان الأذيني.

قد يحتاج المريض في نهاية الأمر إلى إجراء عملية جراحية لإصلاح أو تغيير الصمام، حتى لو لم يكن يعاني المريض من أية اعراض مصاحبة.

تتم إجراء عملية الصمام من خلال شق في الصدر كعملية القلب المفتوح أو من خلال التقنيات الجديدة حسب نوع الصمام من خلال قسطرة تتم عبر اليد أو الفخذ لا يتخللها عمل جراحي.

تشمل عمليات الصمامات إصلاح الصمام او تغييره بشكل كلي، وهذا يعتمد على حجم الضرر الذي يلحق بصمامات القلب، من خلال ثقوباً لتصحيح وريقات الصمام، أو إزالة أنسجة الصمام الزائدة بحيث يستطيع الإغلاق بإحكام. وقد يقوم الجراحون بشد أو تقوية حلقات الصمام أو زرع حلقة اصطناعية.

أما فيما يتعلق بتغيير الصمام فقد يتم استبداله بصمام معدني أو صمام معدل بيولوجيا يسمى صمام حيواني، أو استبدال الصمام الأبهر عن طريق القسطرة وهي تقنية حديثة تغني عن الجراحة ومضاعفاتها.

صمامات القلب البيولوجية عادة ما تنهار مع مرور الوقت بحيث يكون عمرها الافتراضي 10 إلى 15 سنة وعادة يتم وضعها لكبار السن أو إذا كان هناك من سبب آخر يقتضي عدم وضعها. أما الصمامات المعدنية فتعيش لوقت أطول بكثير ويقتضي وضعها بضرورة استخدام مميعات الدم لبقية الحياة لمنع تجلط الدم وبالتالي انهيارها وضرورة استبدالها مجددا.

أما استبدال الصمام الابهر فهو يتم عبر القسطرة وهو إجراء طفيف التوغل لاستبدال الصمام من خلال الساق.

ما هو صمام القلب | المرسال

صمامات القلب هي صمامات الأمان، فلا ترهقها بنمط غذائي وصحي سيء، ولا تتعبها بالتدخين والكحول وقلة الحركة، فقد تخونك في لحظة غير متوقعة تؤدي بك الى الهلاك.