من عالم الأفلام إلى الحرب.. أولينا زيلينسكا سيدة أوكرانيا الأولى و”هدف موسكو الثاني”!

مع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022 ومع تصريحات الرئيس الأوكراني زيلنسكي بأنّ روسيا تستهدف عائلته، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالبحث عن هوية زوجته وعائلته، وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة اختارت بعض الصحف العالمية أن تركز على كشف بعض الجوانب الخاصة من سيدة أوكرانيا الأولى التي تعيش أياماً عصيبة مع الهجوم الروسي على بلادها. 

موقع Business Insider الأمريكي نشر تقريراً عن سيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا التي وُلدت في مدينة كريفي ريه الأوكرانية عام 1978 والتقت زوجها المستقبلي- فولوديمير زيلينسكي، الذي سيصبح رئيساً لأوكرانيا- في جامعة كريفي ريه الوطنية، التي درست بها الهندسة المعمارية وتزوج الاثنان عام 2003 بعد مواعدة استمرت ثماني سنوات.

والآن، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، أصبحت أولينا التي تبلغ من العمر 44 عاماً السيدة الأولى لبلد في حالة حرب، وصرح زيلينسكي بأنه وعائلته الهدف الرئيسي لروسيا؛ إذ قال في خطاب ألقاه صبيحة يوم 24 فبراير/شباط: “وفقاً للمعلومات المتوفرة لدينا، يعتبرني العدو الهدف الأول، وعائلتي الهدف الثاني”.

ولدى الزوجين اثنان من الأبناء هما أولكساندرا (17 عاماً) وكيريلو (9 أعوام).

أولينا كانت قد صرحت في مقابلة مع محطة  تلفزيون محلية بأنها “عارضت بقوة” خطط زوجها ليصبح رئيساً في البداية؛ “لأن هذه خطوة غاية في الصعوبة؛ فهذا ليس مشروعاً، وإنما اتجاه آخر في الحياة”، وفقاً لصحيفة The Independent.

كما تعمل زيلينسكا كاتبة نصوص سينمائية في شركة Kvartal 95 Studio للإنتاج التي أسسها زوجها عام 2003 وقد شاركت في الكتابة للمجموعة الكوميدية التي جعلت زيلينسكي من مشاهير أوكرانيا، وفقاً لصحيفة The Independent. واشتهر زيلنيسكي بدور السياسي الأخرق في المسلسل التلفزيوني “Servant of the People”، الذي جعل منه ممثلاً كوميدياً شهيراً.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، استغلت أولينا منصبها لمناصرة قضايا اجتماعية وإنسانية، مثل المساواة بين الجنسين وتغذية الأطفال، ففي ديسمبر/كانون الأول عام 2019، خلال خطاب ألقته في المؤتمر النسائي الأوكراني الثالث، أعلنت أولينا انضمام أوكرانيا إلى مبادرة مجموعة السبع الدولية Biarritz Partnership للمساواة بين الجنسين.

كما قدمت أيضاً تشريعاً لتحسين الجودة الغذائية وتنوع الأطعمة في مدارس أوكرانيا، وبدأت أيضاً مبادرة في يونيو/حزيران عام 2020 لدعم اللغة الأوكرانية.

وتتعمد أولينا ارتداء ملابس لمصممين أوكرانيين في رحلاتها الدبلوماسية إلى الخارج، وفقاً لما ذكرته مجلة People وقالت في مقابلة مع مجلة Ukrainian Vogue عام 2019 إنها تشعر بالسعادة حين يسألونها في نيويورك أو باريس عن مصممي ملابسها وتخبرهم بأنهم أوكرانيون. 

كما صرحت في مقابلة مع شبكة Diplomatic Courier في سبتمبر/أيلول عام 2021: “أنا أؤمن بالقوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية، وهي مهمة لأوكرانيا”.

ولدى أولينا 2.1 مليون متابع على إنستغرام، الذي تنشر عليه صور مبادراتها ووقتها مع عائلتها.

ونشرت أولينا مؤخراً مقطع فيديو لأوكرانيا أثناء الهجوم الروسي، وأرفقته بالتعليق: “نحن ضد هذه الحرب ولم نبدأ بالهجوم، لكننا لن نستسلم. وللعالم كله أقول: نحن نقاتل من أجل السلام في بلدانكم أيضاً”. وحصد المقطع أكثر من مليون مشاهدة.

فيما كتبت باللغة الأوكرانية على إنستغرام في فبراير/شباط، وفقاً لترجمة صحيفة The Washington Post: “اليوم لن أبكي ولن أجزع. سأتحلى بالهدوء والثقة”، وأضافت: “سأقف بجوار أبنائي، وزوجي، وبجواركم”.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

ويعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، وينذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.

فيما تقول موسكو إن “العملية العسكرية تستهدف حماية أمنها القومي”، وحماية الأشخاص “الذين تعرضوا للإبادة الجماعية” من قِبل كييف، متهمةً ما سمتها “الدول الرائدة” في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بدعم من وصفتهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.

كانت العلاقات بين كييف وموسكو قد توترت منذ نحو 8 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.