حروب الكبار خيرٌ لنا من تعاونها…
روسيا: بالوثائق أميركا سرّعت في إنتشار كورونا!
إبراهيم درويش- العربي المستقل
أيّ صراع بين لاعبي النظام العالمي، يمكن بطبيعة الحال أن يؤدي الى حروب طاحنة يدفع ثمنها الشعوب والعالم بأسره. هذا صحيح ونلمسه من خلال أعداد القتلى الأبرياء، والجرحى، والنازحين، والأزمة الإقتصادية، التي ترخي بظلالها على العالم، وتنذر بمزيد من التأزم.
إلا أنّه في مقابل ذلك، لم تأتِ التفاهمات الدوليّة الكبرى يوما إلا على حساب الدول النّامية والفقيرة، من تناتش خيراتها، وتقسيمها، من دون أي إعتبار لتاريخ البلاد، ولا لتضحيات أبنائها، ولا لمستقبل شبابها، فليس بعيدا مما يحصل، بل أقرب مما يعتقده البعض، لا زالت المنطقة محكومة بما رسم لها، بفعل إتفاقيات الدول الكبرى، من إتفاقية سايكس- بيكو الى وعد بلفور، الى الاتفاقيات الدولية التفتيتية – التقسيمية.
في خلاصة الأمر، عندما تتفق الدول الكبرى، فهي تتصافح فوق أجساد المسحوقين، وعندما تتصارع، تشتبك، لكن ليس وجها لوجه، فقد إختبرت الولايات المتحدة الاميركية تحديدا، أثمان الحروب المباشرة، وإستحالة تحقيق الانتصارات فيها، ولا زالت تجربتا أفغانستان والعراق، تنشّطان الذاكرة الأميركية- الغربية حول التكاليف المباشرة لهاتين الغزوتين، الى أن قرّرت الولايات المتحدة تبديل مفهوم حرب الوكالة، مراهنة على نجاحها وبخلاف السياق التاريخي في تحقيق أهداف المشغل، من دون الحاجة الى تدخّل الاصيل، وهذا ما ينضوي تحت إطار الحرب التكفيريّة التي رعتها الولايات المتحدة الاميركية، لترسم متسقبل المنطقة.
ومن دون الغوص، في تحوّلات هذه الحرب، ودور القوى المواجهة، في لجم هذا المشروع، وما أرسته من آثار تجاوزت المحيط الإقليمي، عدنا الى سباق المحاور الكبرى، ولا سيّما بعد أن قرّرت روسيا، تبديل المشهد وتأمين عمقها الإستراتيجي، بعد تدخلّها المباشر في سوريا.
يصبح التأكيد على الموقف الإنساني الرافض للحرب، حشواً، لكنه يصبح ضرورة، أمام أصحاب الفائدة من التصويب، والإجتزاء، وبناء عليه، يصبح الكباش الدولي المباشر، أقلّ كلفة على الآمنين والأبرياء، من تناتش الدول، وتقاسم خيراتها، وهذا ما قد يلخّصه اليوم، إستفحال الأزمة غربيا، وتأثر دوله بإرهاصاتها، وتكشّف الوجه الحقيقي لإنسانية من كانوا يشنّون حروبهم تحت لواء الإنسانية، وما كان ولا زال البعض يرفض الاقتناع به، والإعتراف به رغم اقتناعه بما يرفض أن يعترف، وفي معرض الحديث عن الإنعكاسات المباشرة لهذا الخلاف، لا يمكن عدم التوقف عند ما أفادت به وزارة الدفاع الروسية حول مختبرات بيولوجيّة أميركيّة أنشئت في أوكرانيا أجرت تجارب على فيروس كورونا، وتهدف إلى خلق آلية انتشار سرية للأمراض المميتة.
وبنتظار، محاولة الوصول الى معلومات دقيقة، موثقة حول مزاعم الخارجية الروسية، فقد أكدت الوزارة أنها “ستنشر وثائق حصلت عليها من الموظفين الأوكرانيين في المعامل البيولوجية، تؤكد صحة ما تقول”، الا أن كل ذلك يدلل على حجم التوحش في هذا العالم، وأن ما يحصل قد يلجم النزاعات العسكرية في مناطق أثقلت بالحروب، وربما يفتح جبهات جديدة، إنما قد يؤسس لمرحلة من الاستقرار المنشود، بهدف إعادة التوازن الى النظام العالمي.