-
- جنان خريباني
ولنا في كل حرب… حصة!
“منذ إعلان حالة التوتر وبدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم أترك هاتفي، عائلتي في أوكرانيا، وأنا هنا مع زوجي وأطفالي!”
بصوت مترجف، لا يخلو من القلق تروي إحدى السيدات ذات الأصول الأوكرانية وتعيش في لبنان، حالة الإرتياب التي تعيشها منذ بدء التطورات على الأرض الأوكرانية.
-ذهبت والدتي لتزور عائلتها وهي الآن لم تعد تسطيع العودة، أعيش حالة من القلق والخوف…هل ستعود أمي مجدداً؟”.
هاتان السيدتان، ليستا الحالتين اليتيمتين، أمهات لحقن أزواجهن إلى لبنان تاركين خلفهن عائلات وأهل، وسيدات أخريات انفصلن عن أزواجهن ورحلن إلى موطنهن الأم “أوكرانيا”، حيث كتب القدر ان يعيش أطفالهن اليوم قلق الحرب والموت وخشية الفقدان واليتم.
في المشهدية المؤلمة ايضا، شبان متحمسون وطموحون، وآخرون فروا من وطن قسى عليهم، طلباً للعلم في جامعات أوكرانيا، وبحثا عن عمل واستقرار وأمان، فابتوا امام شبح حرب، ودمار،شغلت قلوب ذويهم.
هو قلق وخوف يتربصان بأفئدة اللبنانيين أينما ذهبوا ،فبقدر ما يعزز الإنفتاح على العالم التنوع الثقافي في لبنان، إلا إنه غالباً ما يشركه في هموم وأحداث خارج نطاقه البيئي والجغرافي أضف إلى التعاطي والتعاطف الإنساني بشكل عام.
سيدات وصبايا وشباب وأحباب وأقارب هم تحت مبضع تداعيات الصراع ونتائجه، ونيران الحرب تشعل القلوب حرقة وقلقاً….
اما السؤال الجدي هنا، امام هذه التطورات، هل عودتهم الى وطنهم أكثر أمنا من وجودهم خارجه، وهل الدولة العاجزة، لا زالت قادرة على التحرك لتأمين سلامة هؤلاء وإعادتهم سالمين إلى أوطانهم؟
#جنان_خريباني
#العربي_المستقل