السلم والأمن
عقد مجلس الأمن، مساء يوم الأربعاء، اجتماعا طارئا، هو الثاني خلال يومين، بشأن الأزمة الأوكرانية، وسط تقارير عن هجوم روسي وشيك ضد أوكرانيا. غير أن مسار الجلسة تغير إذا أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يجتمع مندوبو الهيئة المؤلفة من 15 عضوا عن “عملية عسكرية خاصة” في دونباس.
الأمين العام وفور خروجه من قاعة مجلس الأمن تحدث إلى الصحفيين واصفا ذلك “بأشد اللحظات حزنا في فترة عمله كأمين عام للأمم المتحدة”.
وأوضح أنه قد بدأ اجتماع مجلس الأمن هذا بمخاطبة الرئيس بوتين ومناشدته من صميم قلبه أن يوقف قواته عن شن هجوم ضد أوكرانيا، وأن يعطي السلام فرصة لأن الكثير من الناس قد ماتوا.
باسم الإنسانية..
غير أنه في ظل الظروف الحالية، قرر الأمين العام تغيير ندائه عقب إعلان الرئيس بوتين خلال الاجتماع عن “عملية عسكرية خاصة” في دونباس مطالبا القوات الأوكرانية بإلقاء أسلحتها.”
وقال السيد غوتيريش من أمام قاعة مجلس الأمن:
“يتعين على أن أقول، الرئيس بوتين: باسم الإنسانية، أعد قواتك إلى روسيا. باسم الإنسانية، لا تسمح بأن تبدأ في أوروبا ما يمكن أن يكون أسوأ حرب منذ بداية القرن، ذات عواقب مدمرة ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا فحسب، ليس فقط مأساوية بالنسبة للاتحاد الروسي فحسب، بل ذات تأثير لا يمكننا حتى التنبؤ به”.
وأشار الأمين العام إلى العواقب المترتبة على الاقتصاد العالمي في الوقت الذي يخرج فيه العالم من جائحة كوفيد، وفي الوقت الذي يحتاج فيه العديد من البلدان النامية إلى مساحة للتعافي والتي ستكون صعبة للغاية مع ارتفاع أسعار النفط، ونهاية صادرات القمح من أوكرانيا، ومع ارتفاع أسعار الفائدة بسبب عدم الاستقرار في الأسواق الدولية.
وشدد قائلا: “يجب أن يتوقف هذا الصراع – الآن.”

اقرأ أيضا: فيما يجتمع مجلس الأمن بشأن الأزمة الأوكرانية، روسيا تعلن بدء “عملية عسكرية خاصة” في دونباس
حرب لا معنى لها
وردا على أسئلة الصحفيين حول العواقب التي ستلحق بروسيا وأوكرانيا وشعبهما، قال الأمين العام إنه “من الواضح أن العمل العسكري سيحدث في أراضي أوكرانيا، ومن الواضح أنه إذا أدى إلى حرب عامة، فمن الصعب التنبؤ بمدى دراماتيكية عدد الأشخاص الذين سيموتون، وعدد الأشخاص الذين سيتم تهجيرهم، وعدد الأشخاص الذين سيفقدون الأمل فيما يتعلق بالمستقبل.”
أما بشأن ما قد يواجهه الاتحاد الروسي فقال الأمين العام إن العواقب ستكون كبيرة، ومضى قائلا: “ليس لي أن أعلق على الجزاءات التي سيتم تنفيذها ولكن من الواضح أنه ستكون هناك عواقب أيضا.”
وأكد السيد غوتيريش أن “هذه الحرب لا معنى لها. إنها تنتهك مبادئ الميثاق. وستؤدي، إذا لم يتوقف، إلى مستوى من المعاناة لم تعرفه أوروبا منذ أزمة البلقان على الأقل.”
ماذا يمكن للأمم المتحدة فعله؟
وردا على سؤال بشأن ما يمكن للأمم المتحدة فعله لإعادة روسيا إلى طاولة المفاوضات في هذه المرحلة، قال الأمين العام:
“يمكننا بالطبع، في حالتي، المناشدة. ومجلس الأمن هو الهيئة المخولة بموجب الميثاق للتصدي لهذا الوضع.”
وعقب انتهاء الجلسة، تحدث المندوب الأوكراني إلى الصحفيين من أمام مجلس الأمن، وقال لهم “بدأت الحرب الروسية ضد أوكرانيا، في الحقيقة الحرب بدأت في عام 2014. إنه إحراج تاريخي للبشرية وخاصة لتلك المنظمات التي فشلت في اتخاذ الإجراءات الضرورية على مدار الأعوام الثمانية الماضية.”
وقد طالب السفير الاوكراني في مجلس الأمن أن “يتخلى السفير الروسي عن مسؤولياته كرئيس لمجلس الأمن، وكممثل لدولة انتهكت بضراوة الميثاق. وأن ينقل واجباته إلى شخص في مجلس الأمن قادر على القيام بواجبات رئيس مجلس الأمن.”
وأشار إلى تطلعه قدما لاجتماع مجلس الأمن يوم غد، “حيث سيتم صياغة مشروع قرار مناسب ووضعه للتصويت، وأناشد الجميع التصويت لصالحه.”