فاطمة الدّر- العربي المستقل
“فواز”.. صوت أعاده الصدى ولم يحرَك لأجله ساكن منذ ما يقارب الأربعة أشهر، لكن اليوم لن نسمح للصدى بإعادته وبصرخة واحدة سنتوحّد شعوباً ودولاً وأديان وطوائف ونقول أن “ريّان” بطل بتحريك عالم بأكمله وبطل بإنقاذ زميل له بالطفولة. سنقول لأجيالنا القادمة أنه أبى أن ينجوَ من البئر إلّا برتبة طير من طيور الجنة وبإعادة مسألة طفل مخطوف إلى الواجهة مجددًا.
من قرية إبطع في ريف محافظة درعا السورية تبدأ قضية الطفل المخطوف محمد فواز القطيفان، الذي اختطف منذ أكثر من ثلاثة أشهر حين ذهب ولم يعد ولم يبقى من أثره سوى فيديوهات التعذيب التي يرسلها الخاطفون لذويه وهو يتوسلهم عاري الجسد بعبارة “مشان الله لا تضربوني ” بغية الحصول على فدية وقدرها ما يقارب 140 ألف دولاروما باليد حيلة، ولشدة قساوة المشاهد ليست قابلة للعرض فلك أن تتخيل ما يقاسيه طفل مشاهده لا تعرض لقساوتها.
كل المناشدات باءت بالفشل وكل الأمل اليوم بتحريك جبل آخر من أجل طفل آخر علّنا نسعف ما لم نستطع أن نسعفه في قضية ريان علّنا نداهم الوقت قبل أن يداهمنا ونستبق حسرة أم على طفلها ويا ليت.. وبوجود مواقع التواصل الاجتماعي نحن أصحاب القرار ويمكن أن نحرّك سلطات بدل الجبال ونصنع بيدنا الحيلة.
خوفنا على ريّان سيتضاعف مرات عدة في حالة كحالة فوّاز، فريان بأيدي الله وحمايته أما فواز فبأيدي من لا يخاف الله ولا يعرفه حتى.
بأمان الله أنت يا محمد إلى أن نتكاتف مجددًا وننتشلك من أيديهم ونعيدك لأحضان أمك وأبيك، باسم الإنسانية لن نصمت عمّ يجري معك حتى تنجو ، ذهب “رياننا” إلى الله فعساه يكون مسبب وشفيع لإنقاذك وعسانا لا نفقده مرتين..