ما بعد الحريري… دمار أم عمار!

إبراهيم درويش- العربي المستقل

أفهم جيّدا أن يعبّر منتسب أو مناصر لتيّار المستقبل عن حزن عميق لإعتكاف الرئيس سعد الحريري الحياة السياسية، وأتفهّم جيّدا أن يعبّر البعض عن محبّتهم للرئيس الشاب، وأن يتمنّوا بقاءه لاعباً رئيساً في السّاحة السياسية.

أحبّ سعد الحريري الإنسان، وتجمعني مع شريحة واسعة من تيّار المستقبل وزراء ونواب وقيادات سياسيّة في التيّار صداقات، على الرّغم من الإختلاف في القراءة السياسية- المالية، والتي بطبيعة الحال، وبأمانة لا يتحمل الحريري الإبن، الوزر فيها.

لا يمكن إعتبار الخطوة تفصيلا في الحياة السياسيّة، إنما كان مريبا حجم التهويل الذي رافق إعتكاف الرئيس الحريري العمل السياسي في لبنان، وأسوأ ما في الأمر، كان ردّة فعل الناس المسلوب مالها، المسروق ماضيها، والمشوّه مستقبلها، والتي ادّعى جزء يسير منها أنها خرجت في 17  تشرين لتحاسب وتسائل الطبقة السياسية، ثم تظهّر في مختلف الاستحقاقات، أنها المدافع عن تماسك التركبية السياسية عينها التي أوصلتها قراراتها الى هذا الدرك، والتي عند كل استحقاق، تؤكد أنها مع التوارث السياسي، ومع استمرار نظام المحاصصة، بلاعبيه أنفسهم.

 كان واضحا منذ بدء مسار الأزمة، أننا نسير في إطار كباش  إقليمي، لبنان سيكون عنصراً أساساً في مشهده، وأن المنطقة ستكون أمام مشهد مختلف، ترسمه التوازنات الجديدة من الرياض  الى طهران وابو ظبي، مرورا باليمن والعراق فسوريا، وليس إنتهاء بفلسطين.

بكل الأحوال، التفصيل في المشهد الاقليمي، لا زال يحتاج  الى مزيد من الإنضاج، على الرغم من أنه وضع على نار حامية، لكن يبقى في تقطّع واحدة من حلقات النظام الحاكم فرصة اما لمزيد من خراب في الحالتين ترعاه بثبات الذهنية الحاكمة نفسها، وإما أولى بوابات العبور الى الدولة .