فاطمة الدر _ العربي المستقل
ربما هذه المرة أصبحنا على أحلام الأمس وما جال في أذهاننا جال في واقعنا وما حملناه أمانة، تجسد باستجابة وزارة التربية لمنشادتنا، وهواجس والدة خالد حسين بسج الذي حرم من فرصة خوض الإمتحانات جراء وضع صحي لا ذنب له فيه.
لم نخطئ التقدير في تكرار اسم خالد لأن الصرخة علت أكثر من المتوقع والصدى لم يعدها بل أوصلها لوزير التربية الأستاذ طارق المجذوب لتكون الإجابة أسرع من الصرخة حتى.. الصرخة التي نادت بحق خالد ألا يحرم النجاح بسبب مرضه المتجسد بعسر في القراءة والكتابة وضرورة وجود كاتب وقارئ لمساعدته وإلّا لن يستطيع أن يفعل شيئًا رغم عبقريته وذكائه.
بلمحة صغيرة يمكن القول أن الأم سعت جاهدة لتحصيل حق ابنها دون جدوى، فالمساعدة في البدء كانت قد اقتصرت على شيء دون الآخر وهي تواجد قارىء مع خالد من دون تأمين كاتب، لكنها لم تستسلم وآمنت بعدم وجود حاجز يحول بينها وبين الهدف فما كان منها إلا أن طرقت أبواب موظفي الحكومة وصولًا إلى الوزير والاستعانة بموقع العربي المستقل ليرفع صوتها. وبالفعل هذا ما حصل بعد يوم من نشرنا مقال احتضن صرخة خالد، متوجهين برسالة إلى الوزير طارق المجذوب، عاد الشاب من امتحاناته فرحا بانهائه المسابقة في أقل من نصف الوقت بعد تعيين قارىء وكاتب لمساعدته.
أما عن الأم ففرحتها مختلفة، تارة لفرح ابنها وتحصيله حقوقه وتارة لإنجازها في تحصيل هذه الحقوق وعادت لتقول لنا أنها لم تخطئ في اختيارها لتوجيه رسالة عبرنا ،
أما عن السطور أعلاه، فليست للإفتخار، انما للتأكيد، أن لا يضيع حق وراؤه مطالب، وأن الإعلام الملتزم يكون بإحتضان أوجاع الناس، وجعلها أولوية، ومتابعتها، بكل أمانة، وإيصال ندائهم، الى حيث يجب أن يصل.