جنبلاط واشتباك سني-شيعي

اكتملت عملية اعادة التموضع التي قام بها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وهذا ما تظهر بوضوح خلال المقابلة الاخيرة التي اجراها قبل ايام. الرجل مهادن من الدرجة الاولى، بالرغم من انه اوحى بأن الهدنة ليست رغبته الاساسية، بل فرضتها الظروف .
وفق مصادر مطلعة فإن “جنبلاط يرى التحولات بوضوح، ويرى المخاطر ايضا، لذلك فهو يمهد للتسوية الاقليمية بمهادنة الاطراف الداخلية، اذ انه اول من تنبأ بالتسوية الاقليمية قبل ظهور تباشيرها”.

وتشير المصادر الى “ان جنبلاط الخائف من انفلات الوضع الامني في لبنان، واكثر المرتابين من اشتباك سني- شيعي، بات اليوم حريصا على عدم الانجرار الى توتر درزي مسيحي، ويخاف ايضا من ازمة معيشية لا يستطيع احتواء اثارها درزيا”.
وبحسب المصادر فانه “اذا جمعت مخاوف جنبلاط، سيتبين انه خائف على وجوده، السياسي والمذهبي، لذلك فقد وضع قواعد اساسية في السياسة، اهمها العمل على تحسين العلاقة السنية -الشيعية، لذلك فهو لم ينخرط في اي مشروع ضد سعد الحريري الذي يتبناه الثنائي الشيعي”.

وتضيف المصادر “ان جنبلاط اراد مراعاة “حزب الله” فتوقف عن مهاجمة العهد، بل توجه في الاسابيع الماضية الى الاقتراب منه على حساب علاقته بالحريري وهذا قد يؤثر على حلفه الاستراتيجي مع الرئيس نبيه بري”.

وترى المصادر” ان جنبلاط لا يزال حريصا على وضعية الحريري السياسية لكنه في الوقت نفسه يرى ان الرياض لا تريده رئيسا للحكومة، لذلك ومن خلال ضغطه عليه لتشكيل الحكومة يحقق هدفين، الاول يرضي الرئيس عون والثاني ينقذه من عملية استبعاده التي يراها جنبلاط قائمة”.

قال جنبلاط انه يريد من “حزب الله” مساعدته في اطعام شعبه، وهذا ما قد يحصل فعليا، ويتم التفاوض عليه بين الطرفين، اذ قد تشمل خطة الحزب المعيشية المناطق الدرزية وهكذا يكون جنبلاط قد استطاع ان يضمن حضوره المعيشي لدى بيئته الشعبية.

من الواضح ان جنبلاط يرى التحولات ويريد ان يكون جزءا منها، كما كان دائما جزءا من التسويات الاقليمية والدولية حول لبنان.. في نظر رئيس الاشتراكي ان هذا الامر لا يتم الا بمهادنة “حزب الله” وهذا ما يحصل.