أنت لبنانيّ!
مسيحيّ أم مسلم؟
العربي المستقل
كتبت كريمة فارس
نتغنى بالعيش المشترك، والتوازن الطائفي.فلا فرق بين لبنانيّ مسيحيّ ولبنانيّ مسلم.
نعيش بسلام فلا وظيفة ولا مركز ولا أفضلية لطائفة ما، كلنا سواسية، هذا يحصل كل لحظة إنما في لبنان الأفلاطوني.
“خللٌ في التوازن الوطنيّ والطائفيّ، وتحكمّ باللجان والمجلس” هكذا عنونت اليوم، إحدى مواقع الأخبار الالكترونيّة والتي يبدو أنّ إصدارها ليس أفلاطونيّا…. بل هي تعكس الحقيقة بعينها.
فبعد أن أصدرت الجامعة اللبنانية نتائج إمتحانات الدخول للمعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والادارية والاقتصادية في الجامعة الوطنية “الجامعة اللبنانية”،صدحت بعض المواقع الإخبارية علنًا،وبدأت بالتصنيف والحسابات الطائفية، فقد تبيّن أنّ من أصل ٤٥ طالب قُبلوا،٩ فقط من الطائفة المسيحية.
فضربت بعرض الحائط العيش المشترك معلنةً أنّ هناك خلل وتجاوز لنصوص القرارات الملزمة الصادرة عن مجلس الجامعة، ولم يقف الموضوع عند هذا الحدّ لا بل تم البحث أيضًا بتركيبة اللجان الفاحصة وصولًا الى التعقيب على الموقف الحياديّ للعميد بالتكليف خليل الدحداح.
كل هذا بسبب حسابات طائفية ملفتة تعكس كواليس عيش طائفي غير مشترك
فلا يكفي ان تكون لبنانيا فقط، إنّما لتدخل كليّة أو وظيفة أو مركز عليك أن تكون لبنانيّا تابعا لطائفة معينة حسب دساتير منصوصة في أدراجهم.
كم هو مخزي أن يُصنف اللبنانيّ طبقًا لهويته الدينية، وليس إستنادا الى تحصيله وامكانياته وشهاداته.
كم هو مؤسف أن نقرأ عناوين تفوح منها رائحة الطائفية .
للاسف لا وجود للبنان الافلاطونيّ فهو أشبه بسرابٍ او حلمٍ، أنت في التصنيف إنسان، إنما في لبنان يجب أن تحدد أنت إنسان مسيحيّ أم مسلم؟