العربي المستقل: القسم الرياضي
كتب: الدكتور محمد علي صعب
العهد وموسم النسيان…
نعمة النسيان من أهم النعم التي منحنا إياها رب العالمين. فلنتخيل فقط لو كل الأفكار والهموم بقيت راسخة في أذهاننا، لانفجرت الأدمغة دون سابق إنذار.
جميع الفرق تمر بمرحلة ركود، أو تبديل جلد، أو تغيير عناصر والخ. وبعد سنوات نجاح مميزة كان لا بد للعهد أن يمرّ بإحدى تلك المراحل.
لماذا العهد لم يحرز اللقب؟
بدأ العهد موسمه الكروي بتخبط تدريبي برحيل باسم مرمر وتعين رضا عنتر، التخبط هنا لا يقلل من شأن عنتر ولا يرفع من شأن مرمر، لكن أن تأتي بمدرب ليستلم فريقا يتربع على قمة الدوري وقمة كأس الإتحاد الآسيوي، ليس بالأمر السهل. زاد ذلك التخبط قصر فترة التحضير، حيث حصل عنتر على أقل من أسبوع للتحضير وهذا ما لا يمكن أن يأتي بنتائج إيجابية إلا في ما ندر. وكما يقال المصائب لا تأتي فرادى فقد أتت إصابات نادي العهد لتخلط الحابل بالنابل، وما زاد ذلك الاختلاط هي عدم جاهزية العديد من اللاعبين.
بدأ عنتر موسمه الكروي بنتائج ليست على مستوى تطلعات بطل لبنان ولعدة أسباب تكتيكية وفنية وتوظيفية سأحاول التحدث عن بعض منها.
تابع عنتر مسيرة مرمر في طريقة لعب العهد معتمدا على خطة ٤ ٢ ٣ ١، هذه المتابعة دليل احترافية عنتر من خلال اعتماده على الرسم التكتيكي والذي مكّن العهد من السيطرة على البطولات. لكن ما شاب هذا الرسم التكتيكي هو سوء توظيف بعض اللاعبين في مراكز جديدة لم يتعودوا عليها، إما بسبب النقص العددي أو بسبب مهمات معطاة من قبل المدير الفني. تلك المهمات كان لها التأثير البسيط على بعض نتائج المباريات.
فلنعد قليلا إلى بدايات مرحلة الذهاب. عنتر قدم قسطه للعلى في معظم المباريات من خلال وضع الخطة، التشكيلة والأسماء المتواجدة.
بسط لاعبو العهد سيطرتهم على معظم المباريات التي لعبوها الا في ما ندر. لكن رعونة المهاجمين وأخطاء حارس المرمى وبعض الاخطاء الدفاعية قسمت ظهر الفريق. الأخطاء الدفاعية تأتي من جهد مفرط، أو من قلة التركيز أو… لكن العواقب وخيمة لتلك الأخطاء، وأولى العواقب كانت خروج العهد من المنافسة على اللقب مبكرا.
عدم وجود عمق فريق أضرّ بالعهد كثيرا خصوصا بعد رحيل معظم نجومه للاحتراف في الخارج.
عدم وجود العنصر الأجنبي قسم العامود الفقري لنادي العهد كرويا مع غياب أحمد الصالح ويعقوبو و العكايشي. ذلك الغياب لا يمكن أن يتم تعويضه بسهولة.
جاهزية الأنصار والمنافسة الشرسة من مجموعة النجمة تسببتا بابتعاد العهد عن المنافسة، بغض النظر عن المباريات الفاصلة والتي لم يحرز منها العهد سوى نقطة وحيدة. الأنصار والنجمة لم ينزفا النقاط كما نزف العهد أمام بقية الفرق، وهذا الذي وسّع فارق النقاط في سلّم الترتيب.
هل بات العهد منسيًا كرويا؟
منظومة ومؤسسة العهد الكروية لا يمكن أن تستمر في ذلك الركود، وإدارة العهد تعمل جاهدة على إعادة بناء الفريق بشتى الطرق. إذا عودة العهد لا بد منها وهي مسألة وقت فقط لا غير