عن ليلة بيروت الخضراء

عن ليلة بيروت الخضراء.

العربي المستقل – قسم الرياضة

*صافرة محمد عيسى تلبس الطريق الجديدة ثوب الماضي الجميل*

أطلق الحكم اللبناني محمد عيسى صافرة نهاية مباراة الديربي بين قطبي كرة القدم اللبنانية الأنصار والنجمة، التي أعلنت فوز الأنصار بنتيجة 2-1 وتربعه على عرش بطولة لبنان للمرة ال 14 في تاريخه، تلك البطولة المنتظرة منذ أربعة عشر عاماً ومعها انفجرت أزقة “الطريق الجديدة” فرحًا وأعادت إلى أذهان الجميع إحتفالات الزمن الجميل للنادي الأخضر، حيث بسحر ساحر امتلأت الشواع عامةً وساحة بيروت البلدي خصوصا بمئات بل بالآلاف من العاشقين للزعيم الأخضر الذين لم ينتظروا تتويج فريقهم بدرع البطولة، فصالوا وجالوا في الطرقات، ينعشون ذاكرتهم بالأيام الطيبة الذكر والتي افتقدتها المنطقة منذ سنوات عدة.

المشهد كان أشبه بتجمعات الاحتجاجات التي اعتدنا عليها في الآونة الأخيرة ولكن بطعم مختلف. فموعد الإفطار كان قد حان والمطاعم قد فرغت من الأطعمة بعد نفاد المواد الغذائية منها، والسبب هو جماهير الأنصار التي آزرت الإحتفالات من جميع قطاع الأرض اللبنانية.
حالة صمت أصابت المنطقة أثناء الإفطار وما إن شارف الافطار على الانتهاء حتى عادت الساحات لتمتلئ باللون الأخضر وبدأت الإحتفالات بانتظار وصول الفريق البطل من أرض المعركة حيث تنافست الجماهير على حمل اللاعبين من حافلة الحسم في منطقة الكولا وصولاً إلى مقر نادي الأنصار الرياضي في الطريق الجديدة، وسط وهج النيران التي غطت المنطقة بأكملها بلوحة رائعة من الجماهير التي رغم الظروف الصحية والإقتصاية لم تبخل واستقبلت الأبطال بلوحة بشرية مزخرفة تهتف بأسمائهم.

من ناحية أخرى، وبعد صيامٍ طويل عن البطولات ورغم الفرحة الجنونية لم ينسَ الجمهور الوفي الأب الروحي وصانع أمجاد الأنصار الحاج عدنان الشرقي فقاموا بتنظيم مسيرة عفوية للاحتفال تحت منزله قبل الاحتفال مع اللاعبين الحاليين رغم وجوده في المستشفى وتحت أنظار زوجته، تلك الحاجة التي تأثرت في المشهد واجهشت بالبكاء من على شرفة المنزل.

تلك اللحظات هي الأجمل في السنوات الأخيرة كونها فتحت صفحة جديدة في التاريخ وكتبتها بأحرف من تعب السنين وتعثرات انمحت مع نشوة الفوز وأعادت الروح للآلاف من الجماهير العاشقة الصبورة التي لم يرهقها الانتظار ، المؤمنة بفريقها رغم الأزمات المتوالية اضافة الى الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد فكانت الإحتفالات فسحة الأمل المنتظرة
على أمل أن تعم الأفراح في جميع أنحاء الوطن.