العربي المستقل:
كتب الدكتور محمد علي صعب
روّاد الفضاء بعد الموت، بين عدة خيارات أسهلهم الحرق.
توفي ٢١ شخصا منذ الصعود الأول للإنسان إلى الفضاء قبل ٦٠ عاما، ومع استعداد وكالات الفضاء لأول مهمة مأهولة إلى المريخ، من الأرجح أن تزداد عدد الوفيات .
سبعة أشهر على الأقل داخل كبسولة على مسار لم يسلكه البشر أبدا سيضع الرواد في حالة الخطر الأعظم ، وإذا نجوا من ذلك الخطر في الرحلة إلى الكوكب الأحمر، فسيتحملون البيئة القاسية لمناخ المريخ.
بعد موت أحد أفراد الطاقم، قد يستغرق الأمر شهورا أو سنوات قبل إعادة الجسد إلى الأرض،
مما يدفع حشرية العلماء للتساؤل
ماذا يحدث للجثة في الفضاء؟ وكيف يتم التصرف معها؟
واقترح الخبراء عددا من الطرق للتخلص من الجثة، بما في ذلك “رمي الجثة” في الهاوية المظلمة أو دفن الشخص على سطح المريخ، لكن ذلك الدفن مشروطا بالحرق كي لا يتلوث كوكب المريخ، فوكالة ناسا تضع أولية عدم نقل فيروسات وميكروبات الأرض للمريخ في الدرجة الأولى.
وقالت كونلي من ناسا لموقع Popular Science: “فيما يتعلق بالتخلص من المواد العضوية (بما في ذلك الجثث) على سطح المريخ، فإننا لا نفرض أي قيود طالما أن جميع ميكروبات الأرض قُتلت – لذا فإن حرق الجثث سيكون ضروريا”.
ومع ذلك، فقد تم الحديث عن الحل الأصعب مع نفاد الطعام من رواد وزوار الفضاء، والشيء الوحيد الصالح للأكل هو جثة المتوفى.
وقد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة “سبيس إكس”، “إذا كنت تريد الذهاب إلى المريخ، فاستعد للموت”.
وكالة ناسا لم تجبر أحدا للتعامل مع الموت في الفضاء، لكن الباحثين في جميع أنحاء العالم وضعوا هذا العمل للتخلص باحترام من رائد فضاء مات، كما ذكرت Popular Science.
وإذا مات أحد أفراد الطاقم أثناء القيام برحلة تزيد عن 170 مليون ميل إلى المريخ، فيمكن وضع الجسم في مخزن بارد أو تجفيفه بالتجميد حتى تلامس المركبة الأرض.
ويختلف التجفيف بالتجميد في الفضاء كثيرا عما يحدث على الأرض – فسيتم وضع الجسم خارج الكبسولة حيث سيغطيها الفضاء بالجليد.
ولكن إذا لم يكن الحفاظ على البرودة خيارا، فيمكن للطاقم الناجي إرسال جثة رفيقهم إلى الفضاء.
وأخبرت كاثرين كونلي، من مكتب حماية الكواكب التابع لناسا: “حاليا، لا توجد إرشادات محددة في سياسة حماية الكواكب، سواء على مستوى وكالة ناسا أو على المستوى الدولي، من شأنها معالجة مسألة “دفن” رائد فضاء متوفى عن طريق رميه في الفضاء”.
ويبدو أن إطلاق الجسم في الفضاء هو الخيار الأسهل، حيث سيصبح محاصرا في مسار المركبة ويبقى في المكان الذي تم تركه فيه بالضبط.
وإذا اختارت العديد من البعثات هذه الطريقة، فإن الصواريخ المستقبلية المتجهة إلى المريخ ستحلق عبر بحر من الجثث.
المصدر: ديلي ميل