جنبلاط: لا يمكن ترك لبنان والشريحة السنّية ومؤسساتها فقط لأن حزب الله موجود

شدد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على “أولوية تسريع آلية التطعيم في لبنان لأن العملية لا تزال بطيئة”، مشيراً الى أن “هناك بعض التجار يستوردون اللقاح ويقومون ببيعه بسعر مرتفع حوالي 38$ وهو سعر ليس بقدرة المواطن العادي، ووزارة الصحة تعمل جهدها لكن حتى اليوم لم يتم تلقيح سوى 1.4 أو 1.5%”.

 

وقال جنبلاط في ندوة المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية عبر تقنية الفيديو: “مع انهيار الاقتصاد اللبناني وهجرة الكوادر الطبية بات كل القطاع الصحي على المحك ونحن نخسر دور لبنان كمستشفى الشرق الأوسط”.

وأضاف جنبلاط: “أود أن أتوجه بالشكر لجميع الجمعيات لمساعدتنا، وبما أن هذا اللقاء اليوم على مسمع الشعب الأميركي فإنني أتمنى مساعدة الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية والجمعيات الممولة أميركياً، والجمعيات الأهلية تقوم بكل ما بوسعها، ولكن التحديات كبيرة طلما لم نحل نحن كلبنانيين مشاكلنا وأن نبدأ بالعمل جميعنا دون إستثناء، وأن نشكل حكومة، وعلينا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا ولن يحل اي طرف خارجي مشاكلنا اذا لم نقتنع بأنفسنا بالتسوية”.

وأشار جنبلاط الى أن “الحل يجب أن يكون داخلياً دون استثناء لأي طرف من التسوية ومن بين من أقصد عدم استثنائهم “حزب الله”، ولا يتوقعن أحداً أن يساعدنا أي طرف خارجي قبل أن نساعد انفسنا”، مشيرا إلى أننا “اليوم في خطر أكثر مما كنا عليه في الحرب”.

وقال جنبلاط: “لنتحدث بصراحة، انا جزء من الماضي والشباب الجديد محقّ، لكن هذا النظام متجذر في الماضي، والشباب لم ينجحوا لأنهم لم يقدموا برنامجاً موحّداً، ولأنهم وضعوا شعاراً عاماً “كلن يعني كلن” وهو غير دقيق، ولا يمكن التعميم على الجميع والذهاب بهم هكذا، ولا بد من تحقيق النظام المدني الذي ناضل لأجله كمال جنبلاط”، معتبراً أنه “علينا مد الشباب بالأمل ومساعدة مجتمعنا، وأنا أقوم بما أقدر عليه ولكن لا أستطيع أن أحقق هذا الأمر بمفردي”.

وتابع جنبلاط: “قد نخسر لبنان كوطن متنوع، وقد نصبح كفنزويلا، وهنا التحدي الأكبر، فعلينا داخليًا تحسين واقعنا بالإصلاحات”. ولفت الى أنه “لدينا فرصة رغم هذا النظام الطائفي، إذ ليس لدينا دكتاتوريات كما في بعض الدول، ولكن اليوم مع الإنهيار الإقتصادي فإننا نخسر النخبة اللبنانية” مستطرداً: “لا نستطيع إقصاء أحد وعلينا شبك أيدينا ببعض لنتجنب الإنهيار”.

وقال جنبلاط: “أذكّر عام 1975 عندما ذهب البعض من اللبنانيين لمواجهة السلاح الفلسطيني واستُخدم الجيش اللبناني، اندثر الجيش وأخذتنا سنوات للخروج منها، ونحن كلبنانيين لاحقاً بعد الحرب تركنا حزب الله مسلحًا لوجود مناطق لبنانية آنذاك تحت الإحتلال”. وأضاف: “لا يمكننا تجاهل وجود حزب الله، فهم جزءٌ من النظام وداخل المجلس النيابي والحكومة، وحدها التسوية تحل مسألة السلاح وهي لن تكون داخلية. واليوم الظروف مختلفة والموازين مختلّة والإيرانيون لديهم صبر طويل وقادرون على استخدام الكثير من الملفات”.

وعن الدور الروسي، قال جنبلاط: “الروس كانوا في سوريا ومصر منذ الخمسينات ونذكر عندما قدم الروس المساعدة لعبد الناصر لبناء السد العالي وكذلك لبناء الجيش السوري”. وأضاف: “إدارة أوباما ارتكبت خطأ فظيعاً بعدم دعم الشعب السوري حين كانت مهتمة بالمفاوضات يومها على الاتفاق النووي مع ايران”، ولفت الى أن “بشار الأسد اليوم لا يحكم سوريا، فهناك الروس والإيرانيون والأتراك والأميركيون، ولا أعرف ما تبقى من سوريا. وهو قد أقرّ مؤخراً وفق ما نقل الديبلوماسي الأميركي فريدريك هوف بعدم اعتراف سوريا بأن مزارع شبعا لبنانية”، مؤكدا في سياق آخر أنه “كما لدينا حلم بتحقيق دولة لبنانية مدنية، لدينا حلم بأن تكون سوريا ديمقراطية”.

وعن العراق، قال جنبلاط: “العراق كما لبنان وسوريا وفلسطين كان اختراعاً بريطانياً وآنذاك الحركة القومية العربية قبل الديكتاتوريات كانت تتطلع الى عالم عربي مختلف ثم بدأت الإنقلابات”.

وإذ لفت الى أنه “قد نناقش اليوم القضايا الدولية والملفات لشهور”، لكنه أكد أن “الشعب اللبناني لا يهتم بكل ذلك وما يريده هو تأمين الطعام والحليب والمواد الأساسية”.

وعن علاقة الخليج بلبنان، قال جنبلاط: “لعبنا كلبنانيين دوراً أساسياً في نهوض الخليج وهم لهم الدور، ولكن اليوم لا يريدون السماع بلبنان، لكن هذا لا يجوز فلا يمكن ترك لبنان والشريحة السنّية ومؤسساتها فقط لأن حزب الله موجود”.

وردا على سؤال، قال جنبلاط: “لقد استفاد الجيش اللبناني بالكثير من الدعم الأميركي عتاداً وتدريباً، لكن اليوم التحدي في رواتب العسكريين وفي حاجتهم للمعيشة، لأنه إذا استمر الانهيار يمكن أن تحصل انشقاقات من القوى العسكرية والأمنية لأن الرواتب لن تكفي لعيشهم”. وجدد التأكيد على أنه اليوم “نحن بحاجة لدعم المؤسسات كمؤسسة الفرح والجامعات AUB و LAU وغيرها”، مشيرا الى أن مؤسس الجامعة الأميركية في بيروت دانيال بلس يستحق جائزة نوبل”، وقال: “في الحرب للأسف كان الإقتصاد افضل لكن اليوم الواقع مختلف، وبإمكانكم سؤال رئيس الجامعة الأميركية الدكتور فضلو الخوري عن مدى الحاجة للدعم”.

وعن موضوع الدعوة لإستقالة رئيس الجمهورية، قال جنبلاط: “رئيس واحد استقال في تاريخ لبنان هو بشارة الخوري عام 1952، وستكون مخاطرة كبيرة اليوم ان نذهب بالمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية التي قد تثير الكثير من التوتر”. وأضاف: “من الآن لغاية موعد الإنتخابات الرئاسية، آمل أن يتفهم الجميع ضرورة التسوية، والرئيس الحريري يعرف ذلك لكن ربما كل منّا على موجة مختلفة وقد حكم ثلاث سنوات عندما كان متفقا مع جبران باسيل، اما الأولوية الضرورية الآن للحكومة لا إقالة ميشال عون”.

وعن الموضوع الفلسطيني، قال جنبلاط: “لم تستطع الولايات المتحدة أو لم تُرِد وقف الاستيطان الإسرائيلي، واليوم وزير الخارجية الأميركية يقول إنه يؤيد حل الدولتين، لكن بعد كل ما حصل أين بقي مكان لولادة الدولة الفلسطينية؟”.

وعن زيارة ديفيد هيل الى بيروت، قال جنبلاط: “ديفد هيل هو صديق قديم لي، ولديّ أصدقاء كثر في الولايات المتحدة الأميركية وصداقتي مع جيفري فلتمان تاريخية”.
وأضاف: “قدرتي محدودة محلياً، فهل يمكنك إقناع الناس هنا، لا يمكنني أن أجبر “حزب الله” أو سمير جعجع أو سعد الحريري بالتسوية، لكن نحن الآن بأمس الحاجة لحكومة تستطيع بالحد الأدنى الخروج من الإنهيار”.

وختم جنبلاط ردا على سؤال: “فائدة “جائحة كورونا” علي هي المطالعة المستمرة وأنصح الجميع بقراءة كتاب “A House of Many Mansions” لأستاذي السابق كمال صليبي لأن لديه فهم دقيق لتعقيدات المجتمع اللبناني”.

المصدر النهار